للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي يوم الأربعاء ثاني عشرينه، كبّر النّاس في ماذنة العروس بالجامع الأمويّ، على إبراهيم بن شادي الجلبانيّ، استادار السّلطان، بسبب طرح السّكّر (١).

وفي يوم الجمعة رابع عشرينه، حضر ملك الأمرا قجماس، والقضاة بالمقصورة بالجامع الأموي، وقروا ختمات، وهدوها للسّلطان، لأجل تكملة عمارة الجامع، وصرف عليه سبعة عشر ألف دينار، ولم يبق فيه إلا الطراز وأشياء يسيرة. وخلع النايب على مشدّ عمارته أيدكي نقيب القلعة، وخلع على خطيب الجامع نيابة، أقضى القضاة، سراج الدين بن الصيرفيّ، الشافعيّ.

جمادى الأولى: وفي يوم الأحد رابعه، سكن التّجار وغيرهم، بسوق الدّراع (٢)، وسوق الحريرييّن، والعنبرانييّن/والسّيوريّين واستجد عمارة هذه الأسواق، وصرف عليها من ثمن تراب الرصاص الذي سقط من جمالين الجامع الأمويّ، وأبيع بألف دينار ومايتين وخمسين دينارا، وبقية المصروف على الأسواق من مال الوقف، ولم يبق غير الصّاغة بلا عمارة، وقطعة من سوق الأدميّين، لأجل عمارة المنارة الغربية، ولله المنّة والحمد على ذلك.

وفي يوم الاثنين خامسه، وصل مرسوم السلطان، بالإفراج عن يلباي دوادار السلطان، وأخرج من القلعة، وخلع عليه واستمر على وظيفته (٣).

وفي يوم تاريخه أخرج من القلعة أيضا، القاضي محيي الدين النوري، المعروف بابن الشربدار، مباشر الجامع الأموي. وكان قد حبسه أيدكي نقيب القلعة، بمرسوم السّلطان وآذاه لأجل إقامة الحساب عن مدة ماضية. وتوعّد بقية المباشرين على الجامع. وهربوا خوفا منه، واستمروا شهرين، فأخرجهم ملك الأمرا قجماس بمرسوم السلطان، وأمر بحسابهم على الحق على الوجه الشّرعيّ، ومنع أيدكي نقيب القلعة من التّكلم فيهم وفي غيرهم. وكان قد بغا وظلم، واعتدى على الخلق، عامله الله بعدله.

/وفي يوم الاثنين ثاني عشره، وصل المقر الصّلاحيّ ابن العدويّ، من القاهرة إلى دمشق على وظايفه: وكالة السّلطان، وغيرها. ودخل بخلعة عظيمة.


(١) مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٤١.
(٢) سوق الذراع: أحد أسواق دمشق القديمة، النعيمي: الدارس ٢/ ٣٠٨.
(٣) مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>