للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

/قاضي القضاة الشّافعيّ بالشّام قطب الدين الخيضريّ.

ربيع الأول: فيه أفقس الجراد وسرح في الأرض إلى أن طمّ البلاد، وأكل الصّيفي، ورعى ورق الشجر، وأفسد الأفياء (١) من كثرته، وسد الأزقّة، والطّرقات، وبقي الفواكه معلّقة بلا ورق، وحصل منه فساد كبير، والله تعالى هو المدبّر الفعّال لما يريد.

وفي يوم الاثنين سادس عشره، تولّى نيابة الشّام، نايب حلب قانصوه (٢) اليحياويّ.

وفيه تولّى نيابة صفد جاني بك (٣) الطويل، وانتقل نايب صفد برد بك المعمار، منها إلى طرابلس، ونايب طرابلس إلى حلب.

ربيع الآخر: في يوم الأحد سابعه، وصل قاضي القضاة شهاب الدين المريني المالكيّ من القاهرة. وكان قد شكى عليه السّيد الدّباغ (٤)، بسبب تركة ابن عمه السيّد إبراهيم، فلما طلب إلى القاهرة وجدوه بري، ليس لأحد عنده شيء، وأنّ الذي نقله عنه السيد الدّباغ كذب.

وفي يوم السبت سابع عشرينه، دخل إلى دمشق نايب الشّام قانصوه اليحياويّ، وكان له موكب لم يشهد. جعل الله وجهه مباركا على المسلمين. آمين.

جمادى الأولى: في يوم الاثنين عشرينه، تولّى سيدي إبراهيم/بن شادي بك الجلباني (٥)، استادار (٦) السّلطان عوضا عن جمال الدين يوسف بن خضر.


(١) أفسد الأفياء: أي لم يبق ظل للأشجار بعد التهام الجراد للأوراق.
(٢) قانصوه اليحياوي: الظاهري جقمق نائب الشام. ولي نيابة الإسكندرية، ثم طرابلس وحلب ونفي إلى بيت المقدس، وبعدها ولي نيابة الشام. ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ١٥٢. السخاوي. الضوء اللامع ٦/ ١٩٩/٣.
(٣) جاني بك الطويل: الطويل الأشرفي قايتباي. رقّاه أستاذه لنيابة صفد ثم الكرك ودوادارا بدمشق وكان ظالما. مات في التجريدة إلى حلب سنة ٨٩٣ هـ. ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ١٥٢. الضوء اللامع للسخاوي ٣/ ٥٧/٢.
(٤) السيد الدباغ: هو الدباغ الفقيه بدمشق. مفاكهة الخلان ١/ ٤٥.
(٥) إبراهيم بن شادي بك الجلباني: شغل وظيفة الأستادار بمصر ثم نائب الصلت ونائب عجلون. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٢٠،٤٠،٥٨.
(٦) الأستادار: لقب يطلق على القائم على الشؤون الخاصة للسلطان، ويتحدث صاحبها في أمر بيوت السلطان والمطابخ والشراب والحاشية والغلمان، وكل ما يحتاجه بيت السلطان. معجم الألفاظ التاريخية ص ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>