للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجاء بهم ملبّسين، إلى بيت برسباي قرا، فهجموا على البيت ونهبوه، وأحرقوا ما حوله من البيوت/والمدارس، وقفلت الأسواق، وحصل التشويش الزايد، فنسأل الله اللطف. ثم نادى السّلطان: أنّ من أخذ شيئا يردّه. ورسم بعمارة بيت برسباي من ماله. وأن يعاد ما حوله من المدارس، والبيوت وغيرها.

وحصل في دمشق خبط في الكلام، ثم دقّت البشاير بدمشق، والله سبحانه يتمم بخير في عافية.

جمادى الآخرة: وفي يوم الخميس الثاني عشر منه، وصل إلى دمشق قاضي القضاة نجم الدين مفلح الحنبلي، وكان قد طلب إلى القاهرة، بسبب جماعة مدرسة أبي عمر، وتقدّم الكلام على ذلك، وحصل له من السّلطان الإقبال التّام. وكان دخوله إلى دمشق في موكب عظيم، لم ير مثله، وركب أرباب الدولة، وقضاة القضاء في خدمته، من دار السعادة (١) إلى بيته في صالحية دمشق، وحملت له الشموع، وشعلت له الأسواق، والله تعالى يلطف به وبالمسلمين.

وفي يوم الجمعة ثالث عشره، توفي الشيخ الصالح:

• تقي الدين الصارم، من جماعة الشيخ تقي الدين الحصني (٢) /، أعاد الله علينا من بركاته.

وفي يوم الاثنين الخامس عشر منه، توفي الشيخ العالم شرف الدين:

• موسى الكناوي .

رجب: وفيه وصل الخبر إلى دمشق، بأنّ بئر (٣) زمزم ملح ماؤه، وصار كماء البحر المالح، وأنّه نزل له رجل ليشرف على الماء، فلم يخرج إلا وقد مات، والله تعالى يحسن العاقبة.

وفيه حصل غلا في دمشق في القمح، إلى أن وصلت الغرارة، إلى ثمان أشرفية وشي، ثم هبط السعر، ولله الحمد على ذلك.


(١) دار السعادة: هي دار الحكومة بدمشق وهي مقر نائب الشام، وكانت تقع غرب القلعة على المرج الأخضر. النعيمي، الدارس ١/ ١٢٦،٢/ ٣٠٨.
(٢) انظر: السخاوي. الضوء اللامع ١١/ ٧٦/٦.
(٣) بئر زمزم: في مكة المكرمة وهو بئر قديم قبل الإسلام، ويشرب منه الحجاج في الموسم. انظر: بدائع الزهور لابن إياس ١ - ٢/ ٢٥١،٤/ ٩٠. ياقوت الحموي. معجم البلدان ٣/ ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>