كتاب حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران

٨٨٩ هـ - ١٤٨٤ م عام تسع وثمانين وثمانمئة - [انتصار المماليك على أخي سوار] - ج: 1 - ص: 199

العسكر الشامي والمصري. وقتل نايب مدينة حلب، ونايب صفد، ومسك نايب طرابلس، وقتل من عسكر علي دولة خلق ما لا يعلم عدتهم، ثم هرب ووجد معه جماعة، من عسكر ابن عثمان من الروم، وأرسلت رؤوسهم إلى البلاد، للشام، ومسكوا غيرهم، وكانت وقعة مهولة، نسأل الله السلامة واللطف.

/شوال: في يوم الخميس مستهله، توفي الشيخ الإمام العلاّمة الرّحلة القدوة، بهاء الدين:

• أحمد الحواري (١) الشافعي، ودفن بمقبرة الشيخ الزاهد تقي الدين الحصني، وكان من العلماء الأخيار، وصنف كتابا في الفقه، على نسق جامع المختصرات سماه «كافي النّبيه وغنية الفقيه» وعلّق عليه شرحا لم يكمل، وناب في القضاء مدة ثم ترك ذلك ودرّس في الدماغية (٢) وأفتى، وكان يؤثر الانجماع، وعدم مخالطة الناس، رحمه الله تعالى.

القعدة: وفي يوم الأربعاء سادسه، توفي الشيخ المعمر المسند بدر الدين:

• حسن بن محمد بن عمر بن الحسن بن هبة الله بن كامل بن قاسم بن علي بن نبهان بن كامل بن نبهان التنوخي الدمشقي الشافعي. ولد في صفر سنة ثمان وثمانمئة بدمشق، وسمع عائشة بنت ابن عبد الهادي، وحدّث. ودفن من الغد بسفح قاسيون تحت كهف (٣) جبريل. رحمه الله تعالى.

وفي يوم الجمعة خامس عشره، توفي الشيخ الفاضل الصالح عماد الدين:

• إسماعيل الصبيبي، رحمه الله تعالى.

الحجة: وفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين منه، توفي الشيخ الزاهد، العابد، الناسك، الشريف الحسيب، سلالة الصالحين، محب الدين:

• محمد بن محمد الحصني (٤) الشافعي، ودفن جوار عمه، ولي الله الشيخ تقي

---

(١) انظر: السخاوي. الضوء اللامع ١/ ٢٦٥/١ واسمه الكامل: أحمد بن أبي بكر البهاء الحواري الدمشقي الشافعي. كان من فقهاء دمشق، وتولى الإفتاء فيها وناب في القضاء.
(٢) المدرسة الدماغية: تقع داخل باب الفرج شرقي القلعة، أنشأتها جدة فارس الدين بن الدماغ سنة ٦٣٨ هـ، وهي من مدارس الشافعية ونصفها للحنفية. النعيمي. الدارس ١/ ١٧٧.
(٣) كهف جبريل: بسفح جبل قاسيون المطل على دمشق. انظر مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٢٧٨ ثم ٢/ ٩. النعيمي، الدارس ٢/ ١٥٨،٢١٢.
(٤) محب الدين الحصني. انظر: السخاوي. الضوء اللامع ٩/ ٢٣٦/٥.