للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• أحمد (١) بن النحاس المالكي رحمه الله تعالى.

وفي حادي عشرينه أيضا، تولى محب الدين سلامة الأسلمي، نظر الجوالي بدمشق، عوضا عن محمد بن أرغون شاه.

وفي ثامنه تولى قاضي القضاة، عماد الدين إسماعيل الحنفي، قضاء الحنفية بدمشق، عوضا عن قاضي القضاة، زين الدين الحسباني.

رجب: وفي سابعه، قدم رجل إلى دمشق، وصحبته مرسوم السلطان، بسبب مكس القمح فمسكه العامة بأيديهم، وقتلوه وحرقوه في الخراب، تجاه مدرسة القيمرية (٢)، نسأل الله/السلامة.

وفي يوم الجمعة عاشره، توفي شهاب الدين:

• أحمد بن صبح العواني (٣) الرافضي. وكان من أخباره الذميمة، أنّه سافر قبل ذلك إلى القاهرة، وحضر على السلطان، ورافع التّجار وغيرهم، واشتراهم من السّلطان بألوف الدنانير، وأحضر معه الخاصكي (٤) المذكور قبل ذلك، فلما وصل الخاصكي إلى قرب دمشق، سبقه إليها. فهرع إليه الأمراء والقضاة والأكابر من خوفهم منه، وأهديت له الهدايا، وبلص (٥) التجار وغيرهم، وارتشى منهم خفية، وهرّبهم. فلما وصل الخاصكي إلى دمشق وبلغه ذلك، سجنه في قلعة دمشق، وشاور عليه السلطان، فوردت المراسيم بضربه، وأن يؤخذ منه ما ارتشاه على السلطان، فضرب وضربه التجار بأمر الخاصكي أخذا لثأرهم. وسجنه في الحديد في القلعة، فاستمر أياما والدود يتناثر منه، ثم توفي يوم تاريخه، وغسل في الخلاء (٦). ولم يخرج في جنازته غير الحمّالين. وكان قد أضمر السوء للمسلمين، واشترى أعيان الشاميين


(١) شهاب الدين أحمد بن النحاس: نائب قاضي القضاة المالكي بدمشق. انظر مفاكهة الخلان ١/ ٩،٨٥.
(٢) مدرسة القيمرية: تقع في سوق الحريميين بدمشق. أنشأها القيميري الإمام مقدم الجيوش ناصر الدين الحسين بن علي وجعل لها أوقافا وتسمى القيمرية الكبرى. وهناك مدرسة القيمرية الصغرى بالقباقبية العتيقة. النعيمي: الدارس ١/ ٣٣٥،٣٣٩.
(٣) انظر: مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٩١،٩٩. كان ظالما للناس مفتريا للسلطة عليهم. مات بدمشق سنة ٨٩٣ هـ. السخاوي. الضوء اللامع ١/ ٣١٦/١.
(٤) الخاصكي: أمير مملوكي من أمراء العشرات أرسله السلطان إلى دمشق لكشف الرسوم المفروضة للسلطان على التجار، والتي ضمنها أحمد بن صبح بستمائة ألف دينار.
(٥) بلص: ارتشى بالاحتيال والخديعة.
(٦) الخلاء: الأرض العراء المكشوفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>