للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالمعمارية والسقايين، لعمّ غالب البلد، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

شعبان: وفي يوم الأحد خامسه، دخل إلى دمشق نايب القيسارية (١) من بلاد الروم وفي عنقه الحديد، ووضع في القلعة، ثم أخذ إلى القاهرة، ومن معه من الذين مسكوا من الروم، وكانت النّصرة لعسكرنا.

وفيه ورد الخبر بوفاة أقضى القضاة:

• شهاب الدين (٢) بن الصاحب الشافعي بالقاهرة، وأنه توفي بالديوان ودفن بتربة قاضي القضاة قطب الدين الخيضري جواره، رحمهما الله تعالى.

رمضان: وفي يوم الخميس مستهله، توفي الشيخ الإمام العالم المقري الزاهد العابد الورع برهان الدين:

• إبراهيم القدسي، مؤدب الأطفال بالكلاسة (٣) بدمشق، وكان صايم الدهر مواظبا على/كتابة القرآن [الكريم] غايبا، وكان يسمّع للأطفال، وهو يكتب القرآن، ويرد على كلّ منهم على انفراده، وله مناقب كثيرة، رحمه الله تعالى.

وفيه وقع مطر عظيم، وزيادة في الأنهر، وتكرر قبل ذلك بأيام، وكان ذلك في تموز في حرّ عظيم.

وفي يوم الجمعة ثانيه كبّر العامة في الموادن بدمشق، على دوادار السلطان بسبب ظلمه لأهل المزة، وضرب منهم أشرافا ظلما، وكان ذلك أول النهار. فلما كان وقت العصر، وإمام الحنفية يصلّي بهم في الجامع الأموي، هبت ريح شديدة، ورعد حتى فزع الناس، وقطع الإمام الصّلاة، وذهب وتباكا الناس وكانت ساعة مهولة، نسأل الله اللطف.

وفي يوم السبت ثالثه، وصل إلى دمشق قرقماس (٤) أمير آخور السلطان، وعلى يده مراسيم مفرّقة بأمور ستذكر على سبيل التفصيل، وسافر إلى طرابلس، وحمص، وحماة، وحلب، نسأل الله اللطف بالمسلمين. ثم عاد إلى دمشق، بسبب أمر


(١) نائب القيسارية: ويدعى إسكندر. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١٠٧.
(٢) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٧٥. كان قاضي الركب الشامي الحاج ونائبا للقاضي الشافعي بدمشق.
(٣) الكلاسة: محلة شمالي الجامع الأموي وشرقي القلعة بدمشق. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٣٦٥، ٢/ ٤٠. النعيمي: الدارس ١/ ٤٤،١١٤،٢/ ١٤٥.
(٤) قرقماس الظاهري جقمق، كان أمير آخور واستقر أمير عشرة وخاصكي للسلطان. ابن إياس. بدائع الزهور ٢/ ٤٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>