للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جمادى الأولى: وفي يوم السبت ثاني عشرينه، وصل إلى دمشق الأمير ماماي (١) الذي كان مسكه سلطان الروم عنده، ودخل معه إلى دمشق، قاضي برصة (٢) بالصلح، وصحبتهم مفاتيح القلاع، وفي خدمتهم أمراء من عند سلطان الروم منهم، فخرج لملاقاتهم عساكر الشام، ولا قوهم إلى القصير (٣)، وزينت لهم دمشق، وكان يوما مهولا عظيما، وحصل للناس السرور بذلك، واصطفت لهم خلايق لا تعد ولا تحصى، من القصير إلى باب القصر، بحيث إن القاضي قاصد سلطان الروم بالصلح انبهر وشخص من كثرة الخلايق، وركب إلى جانب نايب الشام قانصوه اليحياوي، ورتب المشاة على جانب، والخيالة على جانب، وصفّهم صفّين من القصير إلى القصر الأبلق (٤)، الذي بباب الميدان. وركب أركان الدولة، والقضاة، والعشير من غالب ضواحي دمشق، وفرح الناس بالصلح بين سلطان الروم، وسلطان الحرمين، فلله الحمد.

/جمادى الآخرة: وفي ليلة الاثنين سادس عشره، وقع بدمشق زلزلة عظيمة، وتهدمت فيها أماكن، حتى أنّ قبة النّسر بالجامع الأموي كادت أن تسقط، نعوذ بالله من الزلازل والفتن.

وفي ثامن عشره، تولى قاضي القضاة برهان الدين (٥) إبراهيم بن القطب الحنفي، وظيفة قضاء قضاة الحنفية بدمشق عوضا عن قاضي القضاة محب الدين بن القصيف الحنفي.

رجب: وفي يوم الخميس ثالثه توفي الشيخ الإمام العالم العلاّمة أقضى القضاة محيي الدين:

• يحيى (٦) بن شهاب الدين أحمد بن غازي المقدسي الشافعي، ودفن بمقبرة باب الفراديس، رحمه الله تعالى.


(١) الأمير ماماي: هو الأمير ماماي الخاصكي، قاصد السلطان قايتباي إلى ابن عثمان. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١٣٨.
(٢) قاضي برصة: انظر. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ١٣٩.
(٣) القصير: قرية إلى الشرق من دمشق على طريق حمص تبعد عن دوما ٥ كم وهي أحد منازل الطريق للمسافرين. ياقوت الحموي. معجم البلدان ٤/ ٣٦٧.
(٤) القصر الأبلق: انظر النعيمي، الدارس ١/ ٢٦٤،٢/ ٢٢٩.
(٥) برهان الدين إبراهيم بن القطب الحنفي: انظر مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ١٤٠.
(٦) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٤٦، وهو نائب قاضي القضاة الشافعي بدمشق. السخاوي. الضوء اللامع ١٠/ ٢٤٠/٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>