يحصون، حتى ذكر أنّ عدّة ما يخرج من دمشق وضواحيها، ما يزيد كل يوم على الألفين، وأحرقت فيه القلوب، وتقرّحت الجفون.
/وفي حادي عشره اجتمع الناس بعد صلاة الجمعة، تحت قبة النّسر بالجامع الأموي، وجلس قاضي القضاة شهاب الدين بن الفرفور الشافعي، ونوابه، والعلماء، وطلبة العلم، والفقراء، والصلحاء، وقرؤوا جميع صحيح البخاري، من أوله إلى آخره مرتين، قسّموه ثلاثين جزءا، وقرؤوا أربع ختمات كاملات في الربعة، وختموا ذلك جميعه وقت أذان العصر، وسألوا الله تعالى، أن يرفع عنهم وعن المسلمين الطاعون.
وفي ثاني عشره توفي الشيخ الصالح.
• عبد الرحمن العجمي بالطاعون، رحمه الله تعالى.
وفي ثالث عشره توفي الأمير.
• ناصر الدين ابن الفصي البعلي بالطاعون، ودفن بدمشق بباب الصغير، رحمه الله تعالى.
وفي تاسع عشره توفي الرئيس شمس الدين الكيراني رئيس الموذنين بالجامع الأموي، مات بالقاهرة، ﵀.
• وفي حادي عشرينه توفي سيدي عمر ولد شيخ الإسلام تقي الدين بن قاضي عجلون. وكان شابا ذكيا، فاضلا عالما، مات شهيدا بالطاعون، رحمه الله تعالى.
وفي يوم تاريخه توفي:
• أبو الطيب المؤذن. وكان صيّتا فاضلا، ظريفا، مات شهيدا بالطاعون، رحمه الله تعالى.
وفي خامس عشرينه، توفي سيدي:
• عبد الرحمن ولد شيخ الإسلام تقي الدين ابن قاضي عجلون/الشافعي، وكان شابا، عالما، فاضلا، ذكيا، فرضيا، مات شهيدا بالطاعون.
ولقد وقع في هذا الطاعون شدايد منها: الصوم، وشدة الحر، فإنّه وافق شهر تموز، ولقد خلت منه دورا كثيرة، وقفلت، ومات منه خلايق لا يحصون، ولقد عمّ ساير البلاد والقرى، فلا حول ولا قوة إلا بالله.