للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متجنبا للناس، ولا يقبل من أحد شيئا، وكان يحفظ القرآن والتنبيه، وكان ينفق من الغيب، ودفن بصالحية دمشق.

وفي هذا الشهر قتل الخواجا شمس الدين.

• محمد بن القونصي ببلاد بعلبك، ونقل إلى دمشق رحمه الله تعالى.

رجب: في مستهله، تولى نيابة غزة قانصوه، ودخلها يوم تاريخه، ونقل من دوادارية السلطان من حلب. وكان له بغزة موكب عظيم يوم دخوله. ألهمه الله العدل آمين.

وفي يوم الاثنين ثامنه، لبس قاضي القضاة محب الدين بن القصيف، الحنفي خلعة قضاء الحنفية بدمشق، وقرئ توقيعه بالجامع الأموي، قرأه أقضى القضاة بهاء الدين الحجيني (١) الحنفي، وهو أحد نيابه، وتقدم في الشهر الذي قبله يوم ولايته، وركب معه القضاة وغيرهم.

وفي يوم تاريخه وصل من القاهرة حاجب ثاني الأمير (٢) سيباي، ودخل بخلعة معظّمة، وركب معه أركان الدولة، وكان لهما نهار مشهود (٣).

وفي يوم الأربعاء سابع عشره توفي الشيخ.

• شمس الدين الحبوبي الحنفي/الضرير، ودفن بمقبرة سيدي الشيخ أرسلان، رحمه الله تعالى.

وفي ليلة الخميس الثامن عشر منه، وقع بدمشق حريق عظيم، حرق فيه خارج باب الجابية، الصّفين والحدادين (٤) والخانات التي هناك، وغير ذلك. وسبب ذلك أنّ نايب قلعة دمشق، عمل له شدّة بارود (٥)، فحرقت في الليلة المذكورة، وكان هواء عظيم، فطارت شرارة إلى الأمكنة المذكورة، فتعلّقت النار بها. ونهبت في هذه الليلة أموال الناس. فلا حول ولا قوة إلا بالله.


(١) بهاء الدين الحجيني: هو نائب قاضي القضاة الحنفي بدمشق. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٨٤، ١٧٠.
(٢) الأمير سيباي: حاجب الحجاب بمصر. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٢٢٩.
(٣) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١٥٦.
(٤) الحدادين: الذين يعملون بمهنة الحدادة.
(٥) شدة بارود: كان السلاطين والولاة المماليك ومن في حكمهم من كبار رجال الدولة يحرقون كمية كبيرة من البارود يسمونها شدة بارود بقصد التعبير عن الابتهاج أو إظهار القوة والبأس وهيبة الدولة.

<<  <  ج: ص:  >  >>