للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القجماسي، وحاجب الحجاب بها الأمير يونس الرومي (١)، وهو متوعك، وأمير كبير بها يلباي، ودوادار السلطان بها برد بك، وأمير ميسرة بها أركماس، وهو أمير الحاج واستادار السلطان الأمير رستم (٢).

المحرم: وفي يوم السبت رابعه، توفي حاجب الحجاب بدمشق الأمير يونس الرومي. وبنى دارا عظيمة جوار الشامية البرانية، وهدم أوقاف الحرمين، ومساجد وحماما وأضافهم إليها، وجعل فيها بستانا، وأخذ مسجدا سدّ بابه من الشارع، وأضافه إلى بستانه جعله دارا للبقر. وكان ليّن الكلام حلو اللسان وباطنه أسود، ودفن بمقبرة الصوفية، يرحمه الله.

وفي يوم الخميس تاسعه، توفي:

• تقي الدين أبو بكر ابن الشيخ شمس الدين خطيب أرزونا (٣)، المؤذن بالجامع الأموي. وكان حسن الصوت جدا، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الأربعا خامس عشره، توفي الشيخ:

• /شمس الدين بن اللّبان المؤذن بالجامع الأموي، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الخميس سادس عشره توفي الخواجا شرف الدين:

• موسى ابن قاضي زرع، ودفن بتربة ميدان (٤) الحصى، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الثلاثا حادي عشريه، ورد الخبر إلى دمشق، بأنّ السلطان جرّس (٥) القاضي المالكي الطولقي في الحديد على حمار، ونادى عليه من القلعة إلى الصالحية هذا جزاء من يأكل الرشوة، ورسم بعقد مجلس بسببه، وأن يردّ ظلامات من ظلمهم من الناس، فادّعي عليه بحضرة القضاة الأربع بالقاهرة، وحصل له بهدلة (٦) زايدة، وأعيد إلى التّرسيم. وسبب ذلك، لأنه قال: أنا ثبت عندي أنّ السلطان يستحق على جماعة من الشاميين ستمائة ألف دينار وسمّاهم، فلم يلتفت السلطان إلى هذا الكلام


(١) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٣٠٦.
(٢) الأمير رستم: انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٩١.
(٣) أرزونا: برويز: جامع بناه الأمير برويز بن عبد الله بالقرب من داره بمحلة القيمرية ورتب له إماما ومؤذنا وأجراء، ووقف له. منادمة الأطلال. بدران ص ٣٦٩.
(٤) تربة ميدان الحصى: مقبرة ميدان الحصى جنوب دمشق. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٢٤٣.
(٥) جرّس: أحد أشكال الإشهار والتعزير في العهد المملوكي وذلك بأن يحمل المراد إهانته على دابة مقلوب الوجه إلى الخلف وبرقبته جرس وبيديه القيود، وينادي عليه المشاعلي.
(٦) بهدلة: إهانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>