للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي يوم الثلاثا ثامنه، ولي الأمير كرتباي الأحمر، كاشف الكشاف، وأمير سلاح (١)، مضافا للوزر والأستداريّة، وخلع عليه وركب معه أركان الدولة، وكان له نهار مشهود، واستقر الأمير أزبك اليوسفي نظام الملك (٢).

وفي يوم الخميس عاشره جهّزت المراسيم السلطانية بطلب الأمير الكبير أزبك وحضوره من مكة إلى القاهرة.

وفي يوم السبت ثاني عشره، نزل السلطان من القلعة إلى قبة الدوادار بالمطرية (٣)، وزينت له البلاد، وركب في خدمته الأمرا، وعاد منها آخر النهار، وفرح الناس به وبسلامته.

وفي يوم الاثنين رابع عشره، ولي الأمير قانصوه اليحياوي حاجب الحجاب بدمشق، عوضا عن تمربغا المتوفى بالطعن، وخلع عليه خلعة سنية بالقاهرة.

وفي يوم الخميس سابع عشره، لبس الأمير كمشبغا (٤) خلعة نيابة سكندرية (٥)، ولبس الأمير قانصوه الدوادار الكبير خلعة الأنظار (٦)، ولبس الأمير قراجا خلعة السفر (٧)، لنيابة مدينة غزة/وعيّن معه خمسمائة مملوك، من مماليك السلطان، برسم التجريدة (٨) على الأمير أقبردي.

وفي يوم الجمعة ثامن عشره، وصل الخبر إلى القاهرة، بأنّ الأمير أقبردي (٩)


(١) أمير سلاح: لقب من يتولى أمر سلاح السلطان أو الأمير. دهمان، معجم الألفاظ التاريخية ص ٢٠.
(٢) نظام الملك: من ألقاب الوزراء وكتاب السر ونحوهم. القلقشندي، صبح الأعشى ٦/ ٧٤.
(٣) المطرية: إحدى ضواحي القاهرة بالقرب من عين شمس، وكان بها قبة للدوادار الكبير. صبح الأعشى ٣/ ٢٨٣.
(٤) الأمير كمشبغا: كان مقدّم ألف، تولى نيابة حلب زمن السلطان برقوق، ثم صار نائبا للإسكندرية، توفي سنة ٩٠٤ هـ. صبح الأعشى ٤/ ١١٧، شذرات الذهب ٨/ ٣٠٥.
(٥) نيابة الإسكندرية: تعني ولاية الإسكندرية ويشرف عليها نائب يقوم مقام السلطان في عامة الأمور أو غالبها. معجم الألفاظ ١٤٩.
(٦) خلعة الأنظار: وهي اللباس الذي يخلعه السلطان على ناظر النظار في ديوانه. معجم الألفاظ المملوكية ص ١٥٠.
(٧) خلعة السفر: وهي اللباس الذي يخلعه السلطان على الأمراء الذين يكلفهم بالسفر إلى النيابات أو بتجريدة أو بسفارة إلى سلطنة أخرى.
(٨) برسم التجريدة: أي خصّصوا وجهّزوا للقيام بالحملة العسكرية لمحاربة الأمير أقبردي.
(٩) أقبردي: هو الأمير أقبردي الساقي الأشرفي سيف الدين من مقدّمي الألوف صار دوادارا، وأمير آخور كبير، ثم دوادارا كبيرا في سلطنة قايتباي، وسنة ٩٠١ هـ غضب عليه الملك الناصر محمد بن قايتباي فعصى وخرج إلى بلاد الشام، ومات سنة ٩٠٥ هـ. إعلام الورى ص ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>