للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عظيم، ونادا الحوّاط (١) للناس بالتدريب، وتتمة البوابات التي أمر بها اليحياوي (٢) قبل موته، فشرع الناس في ذلك، وحصّنوا البلد تحصينا عظيما (٣)، وعمل على رأس كل حارة، بوّابة بمرامي بحجارة في نواحي البلد كالصالحية (٤)، والعنابة (٥)، ومسجد القصب (٦)، وسويقة صاروجا (٧)، والقنوات، وغيرها. ثم حضر أمير كبير الشام يلباي، ونايب القلعة، والحواط الذي على تركة اليحياوي، والقضاة، والعلما، والفقها، ومشايخ الحارات (٨) بالجامع الأموي، وحلّفوهم، ومن جملة الناس، أهل ميدان الحصى، والقبيبات. ثم وصل خبره أنّه وصل إلى إربد (٩)، فتزايد خوف الناس، وأرسل كاتب شهاب الدين ابن المحوجب (١٠)، فطلبه الحوّاط، وآسي عليه (١١).

وكان وصل متسلم نايب حلب إينال، ففرح الناس به، ثم وصل نايب حماة أركماس، ونايب صفد برد بك ونايب حمص إبراهيم الغادري، وعسكرهم إلى دمشق، ففرح الناس بهم فرحا عظيما.

/ثم وصل الخبر بأنّه على طفس (١٢)، ثم نزل على البحرة بالقرب من


(١) الحواط: هو الذي يضع يده على الأموال خوف تهريبها، ويسمى في وقتنا الحاضر الحارس القضائي.
(٢) اليحياوي: هو قانصوه اليحياوي الظاهري الأشرفي السيفي تولى نيابة كل من صفد ثم حماه ثم الشام. إعلام الورى ص ٩٢،٩٨،١٢٧.
(٣) انظر: إعلام الورى:٨٣.
(٤) الصالحية: هي إحدى ضواحي دمشق أنشئت في فترة الحروب الصليبية عندما هاجر إليها من فلسطين بنو قدامة فنزلها سنة ٥٥٥ هـ، فشادوا فيها المدارس والمساجد والمشفى القيمري والزوايا. إعلام الورى ص ١٠٤.
(٥) العنابة: أرض بدمشق من جهة الجنوب. مفاكهة الخلان ١/ ١٦٧،١٨٩.
(٦) مسجد القصب: يقع بمحلة مسجد الأقصاب شمال السور، وكان يعرف بمسجد ابن منجك ناصر الدين محمد الذي وسعه وبناه سنة ٨١١ هـ. منادمة الأطلال ٣٨٦. النعيمي. الدارس ٢/ ٢٦٥.
(٧) سويقة صاروجا: ينسب إلى بانيه الأمير صاروجا ثم تحول إلى حيّ به دور وقصور. نزهة الأنام ص ٦٢،٦٣.
(٨) مشايخ الحارات: لقب يطلق على أعيان الحارات بدمشق من أهل الرأي والصلاح.
(٩) إربد: مدينة في جنوب حوران تشرف على بلاد الغور واليرموك في شرقي الأردن. ياقوت الحموي. معجم البلدان ١/ ١٣٦.
(١٠) شهاب الدين ابن المحوجب: هو متولي وظيفة والي البر بدمشق. إعلام الورى ص ١١٠.
(١١) آسي عليه: أي كان قاسيا عليه بالتهديد والوعيد والإهانة ثم بالترسيم (السجن) ولفظة آسي (عامية).
(١٢) طفس: بلدة من أعمال حوران تقع إلى الشمال من أذرعات على طريق دمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>