للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الحادي عشر، توفي الشيخ العلاّمة

• بدر الدين الشوري (١)، المالكي، خليفة (٢) الحكم بالديار المصرية كان. رحمه الله تعالى.

وفي ثالث عشره، توفي سيدي

• يونس دوادار الأمير ماماي (٣)، أحد المقدّمين كان بالقاهرة. رحمه الله تعالى.

وفي حادي عشرينه، وقع خبطة عظيمة بالقاهرة، وهي أنّ المماليك السيفيّة، السلطانية، اجتمعوا عند بيت الأمير الدوادار (٤) الكبير، قانصوه خال السلطان، وطلبوا نفقة، ماية ماية من السلطان، فغيّب (٥) منهم الأمير الدوادار الكبير، ودخل إلى الحريم فضربوا مباشرينه، وأخذوا عمايمهم (٦)، وعفّشوا (٧)، ثم دخل عليهم وأوعدهم، إلى يوم السبت، والأمور غير منتظمة، وبالله المستعان.

وفي يوم الاثنين خامس عشرينه، ركب المماليك السلطانيّة السيفيّة/أيضا، واجتمعوا في الرميلة، وفي القلعة، وغوّشوا (٨)، وآسوا (٩) في الكلام، ثم توجهوا إلى اليزبكية (١٠)، وأخذوا أمير كبير أزبك، وطلعوا به إلى القلعة، ليشفع لهم عند السلطان أن ينفق عليهم. فسأل السلطان فأبى، ولم يوافق على النفقة عليهم.

ثم في سادس عشرينه، ركبوا أيضا وأرادوا حريق اليزبكية، وحريق بيت


(١) انظر: السخاوي: الضوء اللامع:٣/ ١١١/٢. وهو حسن بن علي بن سالم بن أحمد بن عبد الخالق البدر البرلسي الشوري القاهري المالكي ولد سنة ٨٣٣ هـ بشورى. حجة في الفقه والعربية ناب في القضاء.
(٢) خليفة الحكم: تطلق على من يتولى القضاء ويكون حكمه نافذا في القضاء، وهو الذي يكتب الإسجالات الحكمية، وجرت العادة أن أبناء العلماء والرؤساء تثبت عدالتهم على الحكام ويسجل لهم بذلك. صبح الأعشى ١٤/ ٣٤٦.
(٣) الأمير ماماي المقدّم: هو الأمير ماماي الصغير. كان على حسبة مصر، عزله السلطان لظلمه. إعلام الورى ص ٢٨٩.
(٤) الدوادار الكبير: ابن طولون، معجم الألفاظ التاريخية ص ٧٧.
(٥) غيّب منهم: غاب من أنظارهم واختفى.
(٦) عمائمهم: جمع ومفرده عمامة وهي ما يعتمّ به الرجل على رأسه.
(٧) عفّشوا: أي وسّخوا.
(٨) غوّشوا: أثاروا ضجة ولغطا كثيرا.
(٩) آسوا: أي كان كلامهم قاسيا وفاحشا (والكلمة عامية).
(١٠) الأزبكية: أحد الأحياء الكبيرة في مدينة القاهرة. بناها الأمير الكبير أزبك وسميت اليزبكية أو الأزبكية. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>