للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي سابع عشره، أطلق الأمير سيدي محمد بن خصبك (١) من التّرسيم، وعملوا عليه مالا، وولي أمير الحاج الأول المصري (٢) /، وخلع عليه.

وفي تاسع عشره، حلّ ركاب المقر الكافلي (٣) جان بلاط من حلب إلى دمشق، وصحبته نايب صفد وغيره، وأمراء الشام، ونزل على المسطبة (٤) بالقابون، واستمر بها إلى مستهلّ رجب، كما سيأتي.

وفي عشرينه، سافر المقرّ الأشرف، كاتب السرّ ابن مزهر، ومن معه من الحاج من البركة، كما تقدم القول عليه قبل ذلك.

ثم تأخر لأجل الأخبار الواردة من حلب بسبب الدوادار أقبردي، وسافر في يوم الأحد من البركة ثاني عشرينه، وهم خايفون من العرب.

وفي ثالث عشرينه وصل من حلب دوادار الأمير جان بلاط نايب الشام، وهو مسرباي، وأخبر بأن الدوادار أقبردي رحل وهرب هو ومن معه من العساكر وعلي دوله، لمّا بلغهم وصول العسكر المصري والمقدّمين، ونايب حلب الأمير قصروه، فرحل عن حلب بمن معه، وتفرقوا فرحل علي دوله إلى بلده، ولبس خلعة السلطان، وهرب الدوادار، ومن معه إلى قلعة البيرة. وكان أهل حلب في شدة كبيرة، قريب ثلاثة أشهر، بما وقع لهم من الحصار، والغلاء، والضيق، وسدّ أبواب حلب. فطلع الأمير مسرباي إلى السلطان، وأخبره بذلك فخلع عليه، ونزل في بيت الأمير جان بلاط، بحارة عبد الباسط (٥) بالقاهرة، والأمور إلى الآن مخبّطة، وبالله المستعان.

وفي ثامن عشرينه، خلع السلطان على الأمير طومان باي الدوادار الكبير،


(١) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤٠٩.
(٢) أمير الحاج الأول المصري: ويسمى أمير الركب وهو الذي يسافر مع ركب الحجاج ويقوده إلى بلاد الحجاز، ويحافظ على سلامة الركب من المخاطر وقطاع الطريق حتى العودة إلى مصر. صبح الأعشى ٧/ ٧٤ للقلقشندي.
(٣) ركاب المقر الكافلي: من ألقاب كافل السلطنة نائب الشام، والركاب هو الموكب الخاص. صبح الأعشى ٣/ ٤٨٠،٤/ ١٢.
(٤) المسطبة بالقابون: مسطبة السلطان بين برزة والقابون ينزل بها السلطان والقادة والأمراء المغادرون دمشق إلى حلب. الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٢٩٥.
(٥) حارة عبد الباسط بالقاهرة: هي إحدى حارات مدينة القاهرة. الغزي: الكواكب السائرة ١/ ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>