للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• محبّ الدين ابن الطريني (١) الشافعي خليفة الحكم بالقاهرة، وكاتب الشعير (٢)، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الخميس ثاني عشريه ولي قاضي القضاة، برهان الدين إبراهيم بن أبي شريف القدسي، الشافعي (٣)، وظيفة قضاء قضاة الشافعية بالديار المصرية، عوضا عن قاضي القضاة محيي الدين عبد القادر ابن النقيب، وركب معه قضاة القضاة والأمراء، وكان له نهار مشهود، وحصل له من العزّ ما لا يوصف، وتولّى بغير مال، وبعزّ وتمنّع، وحصل لخصمه المعزول من البهدلة، ما لا يوصف ونفوه كما تقدم ثم شنّعوا فيه وأطلق. وأخذوا ماله، وحفروا خلاويه (٤) بمدرسته الناصرية، فلا حول ولا قوة، إلا بالله العلي العظيم.

وفي سابع عشريه، ولي الأمير بهادر الغوري، كشف الأوقاف بالبلاد الشامية، وخلع عليه بها، وطلبوا النّظار على الأوقاف بالديار المصرية، وكتبوا منهم ارتفاعات الأوقاف جميعها، وأرادوا أخذ ذلك، وجعلها إقطاعات للترك، فضاج (٥) الناس من ذلك/وكثر اللغط، وضجّوا إلى الله، وهم شارعون في ذلك، وأرادوا أخذ الأوقاف (٦) على العموم: الجوامع، والمدارس، والتّرب، والرّبط. وسبب ذلك أنّ المقدّمين كانوا اثني عشر فجعلوهم أربعة وعشرين مقدّما، فضاق بهم المال، ثم قيل:

إنهم رجعوا عن الجوامع فقط، والأمر لله تعالى.

وفي ثامن عشريه، ورد الخبر إلى القاهرة، بوفاة قاضي القضاة:

• صلاح الدين الشافعي قاضي المدينة الشريفة، وكان من الأخيار. رحمه الله تعالى.


(١) انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ٢١٢/٦. وهو محمد بن عثمان بن محمد بن نجم الدين المناوي الطريني الشافعي كاتب الشعير بالقاهرة، ونائب القاضي الشافعي.
(٢) كاتب الشعير: وظيفة يهتمّ متسلّمها بتأمين الشعير للخيول وإحصاء كمياته والإشراف على زراعته.
(٣) برهان الدين إبراهيم ابن أبي شريف القدسي الشافعي. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٢٤٤ أحداث سنة ٩٠٧ هـ. ابن إياس بدائع الزهور ٤/ ١٣.
(٤) انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٢٤٤.
(٥) ضاج: بمعنى هاج واحتجّ.
(٦) أخذ الأوقاف: أي الاستيلاء على الأراضي الموقوفة لصالح الجوامع والمدارس والترب والربط وتحويلها إلى إقطاعات للأمراء المقدمين بعد ازدياد عددهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>