للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد سجل ابن الحمصي، تاريخ ميلاده في مقدمة كتابه «حوادث الزمان»، فقال: «مولد الفقير جامع هذا التاريخ أحمد بن محمد بن عمر الأنصاري، المشهور بابن الحمصي الشافعي، كما أخبرني والدي رحمه الله تعالى وقت الثّلث ليلة الجمعة الثامن من رجب سنة ٨٤١ هـ - ١٤٣٧ م» (١).

وقضى مؤرخنا حياته في التدريس والقضاء والتأليف والخطابة والإمامة وتحصيل العلم.

وتوفي ابن الحمصي يوم الثلاثاء، تاسع عشر جمادى الآخرة سنة ٩٣٤ هـ/ ١٥٢٧ م. عن ثلاثة وتسعين عاما، وبذلك يكون قد عمّر طويلا، وكان هو قد ذكر معمّرين كثيرين مثله، من الشيوخ في كتابه (حوادث الزمان)، كالشيخ الذي ذكره عام ٩١٦ هـ - ١٥١٠ م، بمناسبة ظاهرة المطر الشديد الذي نزل بدمشق وقال عنه (٢) «وعمره الآن مائة سنة وأربعة عشرة سنة، وأنه لم ينظر في مدة عمره نظير هذا الشتاء».

أما عن نشأة ابن الحمصي، فقد ورد في كتابه (حوادث الزمان)، أنه قضى معظم سنوات عمره في دمشق، وتعلم بها علوم عصره، على أيدي علمائها، ولا نعلم سبب إطلاق لقب الحمصي عليه، وربما كانت أسرته تسكن في حمص، وانتقلت إلى دمشق في وقت لاحق، ونسبة الأفراد إلى مدنهم، أو أقاليمهم كانت مألوفة، فالغزي المؤرخ نسب إلى مدينة غزة، حيث كانت أسرته تقيم فيها. وابن الحمصي من أسرة اشتهرت بالعلم والدين، فجدته لأمه كما قال عنها في كتابه «هي السيدة الزاهدة زينب بنت شيخ الإسلام، قاضي القضاة ولي الدين محمد بن الفرفور» (٣)، وجده لوالده «هو شيخ الإسلام، الإمام ولي الدين قاضي دمشق الشافعي» (٤).

على أي حال فإن ابن الحمصي نشأ في بيئة علمية، ودينية، تولى فيها كثير من أهله وأقاربه، مناصب مهمة كالقضاء، والتدريس، والإفتاء، والخطابة. ويبدو أن والده كان على قدر كبير من الثراء، لأنه ورث ممتلكات كثيرة عن جده لأبيه، ولا بد أن نصيب المؤرخ ابن الحمصي، كان وافرا من هذه التركة الكبيرة، وليس لدينا


(١) ابن الحمصي. حوادث الزمان. مخطوط فينس الله بتركيا ج ١ المقدمة.
(٢) ابن الحمصي: حوادث الزمان. مخطوط مكتبة رفاعة بسوهاج ج ٣ أحداث عام ٩١٦ هـ و د. ليلى أحمد. دراسات في تاريخ ومؤرخي مصر والشام ص ١٧٢.
(٣) أحمد بن محمد الحمصي. حوادث الزمان. مخطوط ج ٣ ص /٥١ أ.
(٤) أحمد بن محمد الحمصي. حوادث الزمان. مخطوط ج ٣ ص /١٧ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>