للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرجبي، لبس وركب هو والأمراء، وطلعوا للقلعة، فلم يواجههم أحد من المختفين، ولم يقع قتال. فنزل الأمراء، وداروا في أماكن الغائبين، وحرقوا/ونهبوا.

وفي تاسع عشريه، رسّم على سيدي أبي بكر ابن قاضي القضاة، عبد البر بن الشحنة، الحنفي في القلعة، وأرسله السلطان لأمير كبير قيت الرجبي، ليؤدّبه لأنه شنّع فيه، فضربه أمير كبير وحبسه بحبس الرحبة (١).

وفي يوم الجمعة ختامه، رسم السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري، لقاضي القضاة برهان الدين ابن أبي شريف الشافعي، أن يخطب في القلعة بالسّواد، والخليفتي، فلبسه وخطب به في جامع القلعة بالقاهرة.

جمادى الأولى: مستهله يوم السبت، طلع السادة القضاة للتهنئة بالقلعة، ولم يقع فيه سوى قراءة الفاتحة، وعقد مجلس بين اليهود، وأولاد طيلان.

وفي ثانيه عرض السلطان المماليك الظاهرية، ورسم بنفيهم في البلاد.

وفي سادسه نودي: أنّ من حضر من الغيّاب، كان له الأمان إلى ثلاثة أيام، فحضر الأمير جاني بك الكرجي، والأمير مغلباي، وخلع عليهما.

وفي ثاني عشره، ولي الأمير قانصوه خمسمائة نيابة سكندرية، وخلع عليه.

وفيه رسم السلطان على القاضي ابن الإمام (٢) نور الدين علي، ناظر الخواص بالقاهرة، أحسن الله خلاصه.

/وفي رابع عشره، ولي القاضي ناصر الدين الصفدي، نظر الخاص بالقاهرة، وخلع عليه، وركب معه القضاة الأربع، والنّواب، وأركان الدولة، وزيّنت له حارته، وكان له نهار مشهود، والتزم بستين ألف دينار عن سنة واحدة.

وفي سادس عشريه، ولّي الأمير جان بردي الغزالي، حاجب الحجاب بحلب، وهو أبو المعامع بمصر، وله ركبات على السلاطين.

وفي رابع عشره أيضا، كانت الوقعة (٣) بين أهل الشام، وملك الأمراء قانصوه البرج، وسبب ذلك كثرة الظّلم، والجور.


(١) حبس الرحبة: هو حبس باب الرحبة بالقاهرة (رحبة باب العيد) التي تقع قرب الجامع الأزهر وبها الحبس. النجوم الزاهرة ١٥/ ٤٤٤.
(٢) علي ابن الإمام: علاء الدين تولى ناظر الخواص سنة ٩٠٥ هـ. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٢٣٦. وابن إياس، بدائع الزهور ٤/ ٢٢.
(٣) قدم قانصوه البرج مع ركب الحاج من مكة إلى الشام نائبا جديدا بدمشق، ومنذ وصوله فرض على حارات دمشق أتاوات باسم الضيافة وذلك سنة ٩٠٧ هـ. فاتفق أهل الميدان وأهل الشاغور على مقاومة -

<<  <  ج: ص:  >  >>