للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• عمر بن الوزير. وكان من الفضلاء، ينظم الشعر، ويحسن الكتابة، وكان منقطعا في بيته، إلى أن أدركته الوفاة، وكان له جنازة حافلة، ودفن بالصّحراء بالقاهرة، رحمه الله تعالى.

وفي ثالث عشريه خلع على الأمير سيباي، وعيّن لكشف الحكاية (١)، التي وقعت بين الشاميين، وبين ملك الأمراء قانصوه البرج المحمدي، والنظر فيها، وتحريرها على وجه الحق، ومن هو الظالم، ويراجع.

/وفي خامس عشريه، طلب السلطان لمولانا قاضي القضاة، شيخ الإسلام شهاب الدين ابن الفرفور الشافعي، إلى القاهرة.

وفي الثلاثين، وليّ الأمير قايتباي نيابة جدّة، وخلع عليه، وركب معه أركان الدولة.

رجب: مستهله الثلاثا، طلع السادة القضاة للتهنئة بالقلعة، ولم يقع في المجلس، سوى وصية السلطان للقضاة، على أهل الحرمين الشريفين، وأن لا يهملوا الصّر (٢) وكان المجلس خفيفا.

وفيه أيضا، ولي قاضي القضاة، محبّ الدين بن القصيف الحنفي، وظيفة قضاء الحنفية بدمشق، عوضا عن قاضي القضاة بدر الدين بن الفرفور الحنفي، ولبس ابن القصيف ونجم الدين بن مفلح جميعا.

وفي ثالثه وصل من دمشق الأمير جان بلاط أخو قانصوه البرج نايب الشام، ولاقاه الأمراء، وطلع إلى القلعة وخلع عليه، وركب معه أركان الدولة، وكان له نهار مشهود، مع علمهم أنّه قتل جماعة كثيرة، من أعوام الشاميين، في الوقعة المتقدم ذكرها، في جمادى الأولى، وأنعم عليه بتقدمة ألف في القاهرة أيضا، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

وفي عاشره توفي الأمير:

• أقباي (٣) الطويل شاد الشراب خاناه بالقاهرة، وكان عفيفا لم ينسب إليه لا


(١) سيباي: علم السلطان بالفتنة التي حصلت بدمشق بين قانصوه البرج وبين عامة الشعب في دمشق فرسم بإرسال سيباي دوادار سكين بمصر، وكلفه السلطان بالكشف على نائب الشام فجاء ليطالب الناس بإنقاص المبلغ من مائة ألف دينار إلى ثلاثين ألفا. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٢٥٣،٢٥٨.
(٢) الصّر: يقصد بها صرر الأموال التي يقدمها السلطان سنويا لشيوخ العربان على طريق الحاج إلى الحجاز.
(٣) انظر: تاريخ البصروي ٢٠٢،٢٠٣. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>