للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهر رمضان: مستهله الاثنين، فيه طلع السادة القضاة للتهنئة، وتكلم مع السادة القضاة بسبب ثبوت الشهر، وأنّه كان لا يمكن رؤيته، لأنّ أرباب التقويم قالوا: إنّ مكة درجة ونصف، فقال قاضي القضاة برهان الدين بن أبي شريف الشافعي: إنه ثبت على نايبي ببولاق (١)، بجماعة تزيد عدتهم على خمسة نفرا.

وفي أوايله أيضا، توفي قرقماس أمير كبير بدمشق كان.

وفي ثانيه توفي الشيخ، الصالح العابد، الورع شمس الدين:

• محمد، إمام جامع سيدي الشيخ مدين، الكائن بالقرب من الجنينة، ودفن جوار الشيخ مدين.

وفي خامسه، وصل الخبر إلى القاهرة بوفاة المقرّ الأشرف الأمير:

• تنبك الجمالي، أمير كبير بالديار المصرية كان. وأنه توفي بحبس مكة، مضروبا، معصورا، فعل به ذلك الجازاني (٢)، المستولي على مكة باليد العادية، وهو عاص على سلطان/مصر. وقد قدمنا قبل ذلك، أنّ الجازاني المذكور، قتل الحجاج المصريين، والشاميين، ونهبهم ومات أكثرهم، وصادرهم، ولم يترك بمكة أحدا من المجاورين، إلا صادره ونفاه. وقد عينوا له تجريدة، باشها أمير كبير قيت الرجبي، وعساكر على ما سيأتي بيانه في شهر شوال إن شاء الله تعالى.

وفي حادي عشريه، دخل بالأمير دولات باي، أمير ميسرة مقتولا، وسبب ذلك أن ملك الأمراء جهزه على الغور إلى العرب فقتل وانكسرت العساكر.

وفي خامس عشره، وصل الخبر إلى القاهرة، بأنه حصل مقتلة عظيمة، بين بركات صاحب مكة، والجازاني العاصي، وقتل جمع كبير من الفريقين، وكان القتال بمكة على عرفات (٣) في سابع عشري رجب سنة تاريخه، وهو مستمرّ بينهم. وأرسل بركات يستنجد عساكر مصر، وهم في همة ذلك. وذكر القاصد أنّ تنبك الجمالي صحّ موته. وبالله التوفيق.

وفي ثاني عشريه، خلع على الأمير تنبك الخازندار، بسبب أنّه عيّنوه قاصدا لبلاد الروم، بهدية من السلطان وتحف. وخلع على الأمير يوسف البدري (٤)، خلعة


(١) بولاق: قرية خارج القاهرية في منطقة الجيزة قبالة قرية منبابة. النجوم الزاهرة لابن تغري بردي /١٦ ٦٨،٣٥٧.
(٢) الجازاني: هو جازان بن عجلان أخو سلطان مكة، كان متمردا فاتكا، قاطعا لطريق الحاج، وفي صراع مستمر مع أخيه على السلطة. مفاكهة الخلان ١/ ٢٦١. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٤٧،٤٨.
(٣) عرفات: جبل عرفات.
(٤) انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>