للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن نايب حمص الغادري (١) أصلان كتب إلى السلطان، أنّ الشعبي (٢) أمير آل فضل، اجتمع على الصوفي (٣) الخارجي، وأنه حضر من عنده من بغداد، لأجل أخذ دمشق، والحال أنّ هذا الكلام كذب، فورد مرسوم السلطان بالركوب عليه، وعلى عربانه. فجمع نايب الشام سيباي العساكر، وتوجه إليه إلى بلاد حمص.

وكان أمير العرب المذكور قد حضر على النايب قبل ذلك بأيام يسيرة، فلما وصل إليه العساكر حضر إليهم، ولم يكن عنده من ذلك لا خوف ولا فزع، فحال وصوله بادر نايب حمص، فقتله وقتل أولاده، وإخوته (٤). وأحاطت العساكر بهم، فقتلوا منهم خلايق، وغنموا أموالهم. وكان من جملة الغنائم نحو العشرة آلاف جمل، فجهّز بعضها للسلطان وقسموا بقية النهب على العسكر، فحصل بسبب ذلك فساد كبير، وقطعت الطرق، وصار أهل حمص وما حولها، في شدة كبيرة من العربان. وبالله المستعان.

وفي سابع عشره، وكان سادس عشرين نيسان الرومي، وقع بدمشق مطر عظيم، ورعد وبرق، وصاعقة هدمت مأذنة. وحصل بعد المطر خير عظيم، لأن الزرع كان غالبه قد يبس، فلله الحمد على ذلك.

وفي سادس عشريه، وصل الخبر إلى دمشق، أن المماليك السلطانية، ركبوا على السلطان فأرادوا قتله (٥)، فنصره الله عليهم. وقتل منهم جمع كبير، ونودي في دمشق بالزينة سبعة أيام، ودقت البشائر بها.

/وفي يوم الأربعاء تاسع عشريه، دخل إلى دمشق، الأمير علاّن (٦) الدوادار الثاني بالقاهرة. وكان توجّه قاصدا إلى بلاد الروم، من جهة السلطان، فحصل له غاية الإكرام، ولجماعته من ملك الروم، ودخل إلى دمشق بالخلع الرومية عليه، وعلى


(١) الغادري أصلان: هو نائب حمص قتل في معركة مرج دابق مع العثمانيين. ابن أجأ: العراك بين المماليك والعثمانيين الأتراك ص ٢٥٢.
(٢) الشعبي أمير آل فضل. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٣٣٩.
(٣) الصوفي الخارجي: هو إسماعيل بن حيدر الصوفي الصفوي. إعلام الورى ص ١٩٠،١٦٣،٢٠٥، ٢٩٥.
(٤) انظر شأن إغارة نائب دمشق ونائب حمص على بدو آل فضل قرب حمص: مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٣٣٩.
(٥) خرج المماليك على السلطان، لأنه لم ينفق عليهم مالا طالبوه به، فانتصر عليهم وبطش بهم. ابن طولون مفاكهة الخلان ١/ ٣٤٠، وابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ١٧٧.
(٦) انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٣٣٦،٣٤١،٢/ ٢٤، وابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>