للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بحسن الخطابة، وكان ينشئ ما يخطب به. وكان رجلا صالحا، استمر يسمع الحديث، ويلين جانبه لقاصديه في ذلك، ويتكرم عليهم إلى أن مرض (في) (١)، ولم يمنعهم حتى كان يوم الخميس عاشر ربيع الأول منها فقرأوا عليه، ثم قالوا له: نأتي غدا. فقال: إن عشت. ولم يقل لهم/ذلك قبل، فلما سمع أذان عشاء ليلة الجمعة، تشهّد ثلاث مرات ثم مات. وكان قد عيّن مكانا لدفنه، فحفر في غيره في ثلاث أماكن، فلم يصلح منها شيء، فحفر في المكان الذي عيّنه ودفن فيه. رحمه الله تعالى.

وفي ليلة رابع شهر رمضان منها، ضربت رقبة.

• أبي الفتح: محمد بن الطيبيّ (٢) المصريّ صبرا تحت قلعة دمشق. وكان قدم من القاهرة من مدّة قريبة على وكالة بيت (٣) المال، عوضا عن شيخنا قاضي القضاة قطب الدين الخيضري (٤) الشافعي، وعلى نظر الجوالي (٥)، وعلى كشف الأوقاف، وغير ذلك. وكان سبب ضرب عنقه عثمان الفيقيّ (٦)، [الذي] ادّعى أنه شريف وأنّه شتم أجداده ولعنهم. ثم تبين بعد ضرب عنقه بمدة طويلة، أنّه ليس بشريف. وجرت لأبي الفتح خطوب يطول شرحها في هذا المختصر، وهي مبسوطة في تاريخي الكبير.

ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير، جوار سيدي أوس بن أوس (٧) الثقفي،


(١) كلمة ليست في السياق، وقد شطب عليها.
(٢) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٢/ ٢٠٨.
(٣) وكالة بيت المال: وظيفة دينية موضوعها مبيعات بيت المال ومشترياته من أرض ودور وغير ذلك والمعاقدة عليها ولا يليها إلا أهل العلم والدين ومجلسها بدار العدل. معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي لدهمان ص ١٥٥،١٥٦.
(٤) قطب الدين الخيضري: هو محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر بن سليمان بن داود بن فلاح بن ضميرة الخيضري، الرملي الدمشقي الشافعي. قاضي القضاة الشافعي. بدائع الزهور ٢/ ٣١٧،٣/ ١٥. السخاوي. الضوء اللامع ٩/ ١١٧/٥.
(٥) انظر الجوالي جمع جالية، وهو المال الذي يؤخذ من أهل الذمة مقابل استمرارهم في بلاد الإسلام تحت الذمة وعدم جلائهم عنها وهي الجزية، وهي من أحل الحلال من الأموال، لذا جعلت منها أجور العلماء والمدرسين. معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي لدهمان ص ٥٦.
(٦) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٤١.
(٧) أوس بن أوس الثقفي: عداده في أهل الشام. انظر: أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير /١ ١٣٩ ومات سنة ٥٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>