للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شوال: مستهله الأحد. سابعه، خرج الحاج الشامي، متوجها على الدرب الغزاوي (١)، خوفا من العربان، مما تقدّم لهم، وأميرهم جان بلاط نايب غزة.

تاسعه، وصل من بلاد الروم قاصد السلطان، بجمع الأموال للسلطان.

/القعدة: مستهله الثلاثاء. في مستهله زيّنت دمشق، والسبب في ذلك، أنّ ملك الأمراء تقنطر (٢) من على الفرس يوم الموكب، وكان قد قتل، فسلّمه الله تعالى.

فزيّنت له الناس لعافيته وسلامته.

رابعه، توفي الشيخ الصالح، الورع الزاهد العارف بالله تعالى الشيخ:

• علي الكردي (٣). وكان من عباد الله الصالحين. ومن جملة ما وقع له مع نايب الشام جانبردي الغزالي، أنه دخل إليه وهو ملبّس، وبيده رمح، فعسر ذلك على نايب الشام، وأمر أن يقبض عليه فقبض عليه، وحطّوه في الحديد في المرستان (٤)، وضيقوا عليه وخلّوه، وراحوا، فما كان إلا لحظة واحدة، وإذا به سايب (٥) من غير أن يطلقه أحد، فهذه من كراماته./ودفن بالروضة بالصالحية بجبل قاسيون، رحمة الله عليه، وأعاد علينا، وعلى المسلمين من بركاته، آمين، وكان له نهار مشهود، وحمل على الرؤوس، من كثرة الخلق.

عشرينه، خرج محبّ الدين ناظر الجيش من دمشق المحروسة، متوجهين منها إلى بلاد الروم، محتفظا عليه، وذلك بعد أن أبيع جميع موجوده، صحبة المال والقاصد المتقدم ذكره.

حادي عشرينه، توفي الشيخ العالم، العلاّمة الصالح، المسلك شهاب الدين:

• أحمد (٦) ابن الشيخ الصالح العارف بالله تعالى، أبي بكر الموصلي. توفي


(١) الدرب الغزّاوي: طريق الحاج الغزّاوي، ويمر عبر مدينة غزة. ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٢٤٥.
(٢) تقنطر: أي سقط عن فرسه.
(٣) انظر: الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٢٨٣،٢٨٤. صوفي من مشاهير الأولياء بدمشق. توفي بالكلاسة، ودفن بالروضة بسفح جبل قاسيون.
(٤) المرستان: مشفى المجانين. النعيمي: الدارس ٢/ ٧٤.
(٥) سائب: طليق.
(٦) انظر: الغزي: الكواكب السائرة ١/ ١٣٧. وهو شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الموصلي، الميداني الشافعي، القادري، على طريقة آبائه، من الكرم والسخاء والصدارة. وأمه بنت الشيخ شهاب الدين المحوجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>