للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تاسعه، حلّ ركاب مولانا ملك الأمراء (١) بدمشق هو والعسكر، وكان له نهار عظيم.

سابع عشره، عرضت عليه العساكر، وأهل الحارات المشاة بالمرجة، فإنه نادى أن لا أحد يتأخر من أهل الحارات (٢).

ثم في عشرينه، عرضت العشير (٣) عليه، بمسطبة السلطان. وجهز الأمير جان بلاط نايب غزة، هو وثلاثة آلاف من العسكر إلى البلاد الحلبية.

/وفي ليلة يسفر صباحها، عن الحادي والعشرين منه، حرق جسر الزلابية (٤)، وسوق النحاس (٥)، وسوق جسر (٦) الحديد، وأصبح البلد منخبطة لذلك، والله تعالى يحسن العاقبة، خير بمنه، وكرمه آمين.

وفي يوم الجمعة، الثالث والعشرين منه، أمر جان بردي الغزالي أن يخطبوا له


(١) انظر: ابن العماد: شذرات الذهب ٨/ ١٥٠ - ١٥٢. وابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٢٩٣ و /٢ ٢٤،٧٨،٩٠. الغزي. الكواكب السائرة ١/ ١٦٨ أما اسمه الكامل، وتمرده على العثمانيين فهو: جان بردي بن عبد الله الجركسي الشهير بالغزالي، كان في الدولة المملوكية، قد تقلّد مناصب ونيابات عدة كدمشق، وخامر على السلطان الغوري، مع السلطان سليم الذي وعده بنيابة الشام، ففر من ميسرة الغوري بمرج دابق واتجه إلى مصر ولحق بسلطانها الجديد طومان باي. ولما استولى سليم العثماني على مصر، وفى لجان بردي بوعده، وولاه نيابة الشام، وخرج في ركابه من مصر إلى دمشق، ثم خرج في وداعه، ورجع إلى دمشق، وفرض هيبة الحكم والسلطة، وأقام العدل، واستبدل القاضي الفرفور بشرف الدين ابن مفلح. ولما توفي السلطان سليم سنة ٩٢٦ هـ، كان الغزالي في بيروت، فاتجه إلى دمشق، واستولى عليها، ونادى بنفسه سلطانا، واستولى على حمص وحماة وطرابلس وحلب. فجهز السلطان سليمان العثماني جيشا وبعثه إلى الشام. فخرج الغزالي بجيشه إلى مسطبة السلطان بالقابون، ووصل الجيش العثماني إلى القصير، وعدته ٦٢ ألفا بقيادة الوزير فرحات باشا. ودارت معركة بين دوما، وعيون فاسريا والقصير بين الطرفين، انهزم فيها جيش الغزالي، وقتل هو وقادة جنده، ودخل الجيش العثماني دمشق.
(٢) الحارات: حارات دمشق.
(٣) العشير: رجال القبائل والعشائر القريبة من دمشق.
(٤) انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٩٢،١٢٣،١٦٥،٢٤١. وموضعه اليوم يسميه العامة الزّرابلية، وهو تحت القلعة بدمشق، ودرس ولا أثر له.
(٥) سوق النحاس: من أسواق دمشق القديمة، يقع شمالي قلعة دمشق. تاريخ البصروي ص ١٦١. وابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٢٤١. والنعيمي: الدارس ٢/ ٦٨.
(٦) سوق جسر الحديد: يقع تحت القلعة من الجهة الشمالية حيث باب الحديد أحد أبواب القلعة على ضفة نهر بردى. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ١٦٥ و ٢/ ١١٦. وتاريخ البصروي ص ١٢٠. والنعيمي: الدارس ٢/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>