للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي ليلة الخميس ثامن ذي القعدة توفّي الشّيخ الإمام العلاّمة قاضي القضاة:

قوام الدين:

• محمد (١) الروميّ الأصل، الدمشقيّ الحنفيّ. ولي قضاء دمشق مرارا بغير سعي ولا رشوة، وكان من خيار القضاة، وسروات الناس عقلا ودينا، وتواضعا وكرما. كان يدخل مع طلبة العلم الحمام، فيحلق رؤوسهم بيده ويغسلهم بنفسه.

وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر برفق زايد. يمرّ على الحشّاشين (٢) وهم يسحقون فيها فيطلبها منهم، فلا يمتنعون خوفا من هيبته فيأخذها منهم، فإذا فاتهم ألقاها في النهر. توفي بمنزله تحت قبة سيّار (٣) بالحواكير غربي صالحية دمشق، وصلّي عليه بباب منزله ودفن تجاهه. وكانت جنازته حافلة جدا، حضرها نايب الشام والقضاة/ وغيرهم. وعظم تأسّف الناس عليه وكثّر ثناؤهم، واشتد بكاؤهم لأنّه كان من محاسن دمشق، رحمه الله تعالى.

وفي سادس عشرين القعدة، توفي الشّيخ الإمام العلاّمة علاء الدين:

• عليّ (٤) بن محمد بن أحمد القابونيّ الحنفيّ. شيخ النّحاة بدمشق. وكان ديّنا مع خفّة روح عظيمة وفضيلة تامة. ودفن بمقبرة باب الفراديس. وكانت جنازته حافلة جدا، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الاثنين ثاني عشر ذي الحجّة منها، توفي الشّيخ الإمام العلاّمة قاضي القضاة برهان الدين:

• إبراهيم (٥) بن عمر السّوبيني الشّافعيّ بدمشق، بعد عوده من زيارة بيت المقدس. ودفن بمقبرة باب الفراديس من جهة الشمال. وكانت جنازته حافلة جدا.

وقد ولي قضا مكّة وطرابلس وحلب ودمشق. وكان من أوعية العلم، مطرح التّكلّم على طريقة السّلف متواضعا، وله عدة مصنفات مذكورة في تاريخي الكبير فراجعه، رحمه الله تعالى.


(١) انظر: السخاوي. الضوء اللامع ٩/ ٢٦٦/٥.
(٢) الحشّاشون: الذين يتعاطون مخدر الحشيش.
(٣) قبة سيار: موضع في شمال غربي دمشق بجبل قاسيون. ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٥٩.
(٤) انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ٣١/٣. شيخ النحاة بدمشق. درّس النحو والقراءآت بمدارس دمشق كالريحانية وغيرها.
(٥) انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١/ ١٠٠/١. السوبيني: نسبة إلى قرية سوبين التي ولد فيها، من أعمال مدينة حماة. كان عالما بالحساب والعربية والنحو والفرائض والفقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>