قَالَ تَعَالَى {إِذْ أَوْحَينَا إِلَى أمك مَا يُوحى} اسْمهَا يوحانذ وَالْمرَاد بِالْوَحْي الإلهام أَو الْمَنَام أَو على لِسَان نَبِي أَو ملك لَا على طَرِيق النُّبُوَّة كالوحي إِلَى مَرْيَم {أَن اقذفيه فِي التابوت فاقذفيه فِي اليم فليلقه اليم بالسَّاحل} اليم هُنَا هُوَ النّيل إِلَى قَوْله {إِذْ تمشي أختك} وَكَانَت شقيقته وَاسْمهَا مَرْيَم {فَتَقول هَل أدلكم على من يكفله} وَذَلِكَ أَنَّهَا خرجت متعرفة لخبره فَوجدت فِرْعَوْن وَامْرَأَته آسيا يطلبان لَهُ مُرْضِعَة فَقَالَت لَهما هَذَا القَوْل وَكَانَت أمه قد أَرْضَعَتْه ثَلَاثَة أشهر وَقيل أَرْبَعَة قبل إلقائه فِي اليم فَقَالَا لَهَا وَمن هُوَ قَالَت أُمِّي فَقَالَا هَل لَهَا لبن قَالَت نعم لبن أخي هَارُون أكبر من مُوسَى بِسنة وَقيل بِأَكْثَرَ فَجَاءَت الْأُم فَقبل ثديها وَكَانَ لَا يقبل ثدي مُرْضِعَة غَيرهَا وَهَذَا هُوَ معنى {فرجعناك إِلَى أمك كي تقر عينهَا وَلَا تحزن} حِينَئِذٍ أَي لَا يحصل لَهَا مَا يكدر ذَلِك السرُور من الْحزن بِسَبَب من الْأَسْبَاب
١٠٠ - بَاب مَا نزل فِي بَدو سوأة الْمَرْأَة
{فأكلا مِنْهَا فبدت لَهما سوآتهما وطفقا يخصفان عَلَيْهِمَا من ورق الْجنَّة}
قَالَ تَعَالَى {فأكلا} أَي آدم وحواء {مِنْهَا} أَي من الشَّجَرَة {فبدت لَهما سوآتهما} يَعْنِي عريا من الثِّيَاب الَّتِي كَانَت عَلَيْهِمَا بِسَبَب تساقط حلل الْجنَّة عَنْهُمَا لما أكلا من الشَّجَرَة حَتَّى بَدَت فروجهما وَظَهَرت عورتهما وَسمي كل مِنْهُمَا سوأة لِأَن انكشافه يسوء صَاحبه ويحزنه {وطفقا} أَي أَقبلَا وأخذا وَجعلا {يخصفان} يلصقان {عَلَيْهِمَا} لستر سوأتهما {من ورق الْجنَّة} قيل من ورق التِّين بعضه بِبَعْضِه حَتَّى يصير طَويلا عريضا يصلح للاستتار بِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute