{وبشروه بِغُلَام} وَهُوَ إِسْحَاق {عليم} يكمل علمه إِذا بلغ {فَأَقْبَلت امْرَأَته} أَي سارة عَلَيْهَا السَّلَام {فِي صرة} أَي جَاءَت صائحة لِأَنَّهَا لما بشرت بِالْوَلَدِ وجدت حرارة الدَّم أَي دم الْحيض وَقيل الصرة الْجَمَاعَة وَقيل الشدَّة من حَرْب أَو غَيرهَا وَقيل إِنَّه الرنة والتأوه {فصكت وَجههَا} أَي ضربت بِيَدِهَا مبسوطة على وَجههَا كَمَا جرت بذلك عَادَة النِّسَاء عِنْد التَّعَجُّب قَالَ مقَاتل وَغَيره جمعت أصابعها فَضربت جبينها تَعَجبا وَقَالَ ابْن عَبَّاس لطمت {وَقَالَت عَجُوز عقيم} استبعدت ذَلِك لكبر سنّهَا ولكونها عقيما لَا تَلد {قَالُوا} أَي الْمَلَائِكَة {كَذَلِك} أَي كَمَا قُلْنَا لَك وأخبرناك {قَالَ رَبك} فَلَا تشكي فِي ذَلِك وَلَا تعجبي مِنْهُ فَإِن مَا أَرَادَ الله كَائِن لَا محَالة وَقد كَانَت إِذْ ذَاك بنت تسع وَتِسْعين سنة وَإِبْرَاهِيم ابْن مائَة سنة وَكَانَ بَين التبشير والولادة سنة
١٦٩ - بَاب مَا نزل فِي أجنة الْبُطُون وَالنَّهْي عَن تَزْكِيَة النَّفس
{هُوَ أعلم بكم إِذْ أنشأكم من الأَرْض وَإِذ أَنْتُم أجنة فِي بطُون أُمَّهَاتكُم فَلَا تزكوا أَنفسكُم}
قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة النَّجْم {هُوَ أعلم بكم إِذْ أنشأكم من الأَرْض} أَي حِين خَلقكُم مِنْهَا فِي ضمن خلق أبيكم وحينما صوركُمْ فِي الْأَرْحَام {وَإِذ أَنْتُم أجنة} جمع جَنِين وَهُوَ الْوَلَد مَا دَامَ فِي الْبَطن سمي بذلك لاجتنانه أَي استتاره فِي بطن أمه وَلذَا قَالَ {فِي بطُون أُمَّهَاتكُم} فَلَا يُسمى من خرج من الْبَطن جَنِينا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute