٦٨ - بَاب مَا نزل فِي شرك الْمَرْأَة بِاللَّه تَعَالَى
{هُوَ الَّذِي خَلقكُم من نفس وَاحِدَة وَجعل مِنْهَا زَوجهَا ليسكن إِلَيْهَا فَلَمَّا تغشاها حملت حملا خَفِيفا فمرت بِهِ فَلَمَّا أثقلت دعوا الله ربهما لَئِن آتيتنا صَالحا لنكونن من الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتاهما صَالحا جعلا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتاهما}
قَالَ تَعَالَى {هُوَ الَّذِي خَلقكُم من نفس وَاحِدَة} أَي آدم عَلَيْهِ السَّلَام قَالَه جُمْهُور الْمُفَسّرين {وَجعل مِنْهَا} أَي من هَذِه النَّفس أَو من جِنْسهَا وَالْأول أولى {زَوجهَا} وَهِي حَوَّاء خلقهَا من ضلع من أضلاعه {ليسكن إِلَيْهَا} ويطمئن بهَا فَإِن الْجِنْس لجنسه أسكن وَإِلَيْهِ آنس وَكَانَ هَذَا فِي الْجنَّة {فَلَمَّا تغشاها} أَي جَامعهَا {حملت حملا خَفِيفا} أَي علقت بِهِ {فمرت بِهِ} أَي استمرت تقوم وتقعد فِي حوائجها لَا تَجِد ثقلا وَلَا مشقة وَلَا كلفة وَقيل جزعت وَقيل شكت أحملت أم لَا {فَلَمَّا أثقلت} أَي صَارَت ذَات ثقل لكبر الْوَلَد فِي بَطنهَا {دعوا الله ربهما لَئِن آتيتنا صَالحا لنكونن من الشَّاكِرِينَ} على هَذِه النِّعْمَة {فَلَمَّا آتاهما صَالحا جعلا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتاهما} وَعَن سَمُرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لما ولدت حَوَّاء طَاف بهَا إِبْلِيس وَكَانَ لَا يعِيش لَهَا ولد فَقَالَ سميه عبد الْحَارِث فَإِنَّهُ يعِيش فَسَمتْهُ عبد الْحَارِث فَعَاشَ فَكَانَ ذَلِك من وَحي الشَّيْطَان وَأمره أخرجه أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَأَبُو يعلي وَابْن جرير وَابْن حَاتِم وَالرُّويَانِيّ والطبري وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه وَفِي الْبَاب رِوَايَات وفيهَا دَلِيل على الْجَاعِل شُرَكَاء فِيمَا آتاهما
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute