للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَبِالْجُمْلَةِ فَفِي الْآيَة دلَالَة على جَوَاز النِّكَاح الثَّانِي للأيم رجلا كَانَ أَو امْرَأَة بل إِيجَاب لَهُ لِأَن الْحَقِيقَة فِي الْأَمر الْوُجُوب وَلَا صَارف لَهُ هُنَا ١١

٤ - بَاب مَا نزل فِي النَّهْي عَن الْإِكْرَاه للفتيات على الْبغاء)

{وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم على الْبغاء إِن أردن تَحَصُّنًا لتبتغوا عرض الْحَيَاة الدُّنْيَا وَمن يكرههن فَإِن الله من بعد إكراههن غَفُور رَحِيم} سُورَة النُّور

قَالَ تَعَالَى {وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم على الْبغاء} أَي إماءكم على الزِّنَى {إِن أردن تَحَصُّنًا} أَي تعففا وتزوجا وَعَن جَابر بن عبد الله قَالَ كَانَ عبد الله بن أبي يَقُول لجارية لَهُ اذهبي فابغينا شَيْئا وَكَانَت كارهة فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة أخرجه مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن أبي شيبَة وَغَيرهم

وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة يكْرهُونَ إماءهم على الزِّنَى فَيَأْخُذُونَ أُجُورهنَّ فَنزلت هَذِه الْآيَة وَقد ورد النَّهْي عَن مهر الْبَغي وَكسب الْحجام وحاوان الكاهن وَفِي سَبَب نزُول هَذِه الْآيَة رِوَايَات {لتبتغوا عرض الْحَيَاة الدُّنْيَا} وَهُوَ مَا تكسبه الْأمة بفرجها {وَمن يكرههن فَإِن الله من بعد إكراههن غَفُور رَحِيم} مَعْنَاهُ أَن عُقُوبَة الْإِكْرَاه رَاجِعَة إِلَى المكرهين لَا إِلَى المكرهات وَقيل إِن الله غَفُور رَحِيم لَهُم إِمَّا مُطلقًا أَو بِشَرْط التَّوْبَة

<<  <   >  >>