فِي جيب درعها أَي طوق قميصها فَحملت بِعِيسَى عقب النفخ {وصدقت بِكَلِمَات رَبهَا} يَعْنِي بشرائعه الَّتِي شرعها الله لِعِبَادِهِ وَقيل بِعِيسَى لِأَنَّهُ كلمة الله وَقيل صحفه الَّتِي أنزلهَا على إِدْرِيس وَغَيره {وَكتبه} الْمنزلَة على الْأَنْبِيَاء كإبراهيم ومُوسَى وَابْنهَا عِيسَى {وَكَانَت من القانتين} أَي من الْقَوْم المطيعين لرَبهم وَقيل وَمن الْمُصَلِّين
وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضل نسَاء أهل الْجنَّة خَدِيجَة بنت خويلد وَفَاطِمَة بنت مُحَمَّد وَمَرْيَم بنت عمرَان وآسية بنت مُزَاحم امْرَأَة فِرْعَوْن مَعَ مَا قصّ الله علينا من خَبَرهَا فِي الْقُرْآن أخرجه أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كمل من الرِّجَال كثير وَلم يكمل من النِّسَاء إِلَّا آسِيَة امْرَأَة فِرْعَوْن وَمَرْيَم بنت عمرَان وَخَدِيجَة بنت خويلد وَإِن فضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام
١٨٤ - بَاب مَا نزل فِي تفدية الْمَرْأَة عَن نفس الرجل
{يود المجرم لَو يفتدي من عَذَاب يَوْمئِذٍ ببنيه وصاحبته وأخيه}
قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة المعارج {يود المجرم} أَي الْكَافِر أَو كل من يُذنب ذَنبا يسْتَحق بِهِ النَّار {لَو يفتدي من عَذَاب يَوْمئِذٍ} أَي الْعَذَاب الَّذِي ابتلوا بِهِ {ببنيه وصاحبته} أَي زَوجته {وأخيه} فَإِن هَؤُلَاءِ أعز النَّاس عَلَيْهِ وَأكْرمهمْ لَدَيْهِ فَلَو قبل مِنْهُ الْفِدَاء لفدى بهم نَفسه وخلص مِمَّا نزل بِهِ من الْعَذَاب