الله ونبوتهما شَيْئا من الدّفع وَفِيه تَنْبِيه على أَن الْعَذَاب يدْفع بِالطَّاعَةِ لَا بالوسيلة {وَقيل} أَي يُقَال لَهما فِي الْآخِرَة أَو عِنْد مَوْتهمَا {ادخلا النَّار مَعَ الداخلين} أَي من أهل الْكفْر والمعاصي
قَالَ يحيى بن سَلام ضرب الله مثلا للَّذين كفرُوا يحذر بِهِ عَائِشَة وَحَفْصَة من الْمُخَالفَة لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين تظاهرتا عَلَيْهِ وَمَا أحسن مَا قَالَ فَإِن ذكر امْرَأَتي النَّبِيين بعد ذكر قصتهما على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرشد أتم إرشاد ويلوح أبلغ تلويح إِلَى أَن المُرَاد تخويفهما مَعَ سَائِر أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وَبَيَان أَنَّهُمَا وَإِن كَانَتَا تَحت عصمَة خير خلق الله وَخَاتم رسله فَإِن ذَلِك لَا يُغني عَنْهُمَا من الله شَيْئا وَقد عصمهما الله سُبْحَانَهُ من ذَنْب تِلْكَ المظاهرة بِمَا وَقع مِنْهُمَا من التَّوْبَة الصَّحِيحَة الْخَالِصَة
١٨٣ - بَاب مَا نزل فِي امْرَأتَيْنِ مؤمنتين
{وَضرب الله مثلا للَّذين آمنُوا امْرَأَة فِرْعَوْن إِذْ قَالَت رب ابْن لي عنْدك بَيْتا فِي الْجنَّة ونجني من فِرْعَوْن وَعَمله ونجني من الْقَوْم الظَّالِمين وَمَرْيَم ابْنة عمرَان الَّتِي أحصنت فرجهَا فنفخنا فِيهِ من رُوحنَا وصدقت بِكَلِمَات رَبهَا وَكتبه وَكَانَت من القانتين}
قَالَ تَعَالَى {وَضرب الله مثلا للَّذين آمنُوا امْرَأَة فِرْعَوْن} هِيَ آسِيَة بنت مُزَاحم وَكَانَت ذَات فراسة صَادِقَة آمَنت بمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فعذبها