للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شَهَادَة أحدهم أَو فَعَلَيْهِم أَن يشْهد أحدهم {أَربع شَهَادَات بِاللَّه إِنَّه لمن الصَّادِقين} فِيمَا رَمَاهَا بِهِ من الزِّنَى الْمَشْهُود بِهِ والشَّهَادَة {وَالْخَامِسَة أَن لعنة الله عَلَيْهِ إِن كَانَ من الْكَاذِبين} فِيمَا رَمَاهَا بِهِ من الزِّنَى {ويدرأ} أَي يدْفع {عَنْهَا} أَي عَن الْمَرْأَة {الْعَذَاب} الدنيوي وَهُوَ الْحَد وَالْمعْنَى أَنه يدْفع عَن الْمَرْأَة الْحَد {أَن تشهد أَربع شَهَادَات بِاللَّه إِنَّه} أَي الزَّوْج {لمن الْكَاذِبين} فِيمَا رماني بِهِ من الزِّنَى وتشهد الشَّهَادَة {وَالْخَامِسَة أَن غضب الله عَلَيْهَا إِن كَانَ} أَي الزَّوْج {من الصَّادِقين} فِيمَا رَمَاهَا بِهِ من الزِّنَى وَتَخْصِيص الْغَضَب بِالْمَرْأَةِ للتغليظ عَلَيْهَا لكَونهَا أصل الْفُجُور ومادته وَلِأَن النِّسَاء يكثرن اللَّعْن فِي الْعَادة وَمَعَ استكثارهن مِنْهُ لَا يكون لَهُ فِي قلوبهن كَبِير موقع بِخِلَاف الْغَضَب

وَعَن ابْن عَبَّاس أَن هِلَال بن أُميَّة قذف امْرَأَته عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِشريك ابْن سَحْمَاء فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَيِّنَة وَإِلَّا حد فِي ظهرك فَقَالَ يَا رَسُول الله إِذا رأى أَحَدنَا على امْرَأَته رجلا أينطلق يلْتَمس الْبَيِّنَة فَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الْبَيِّنَة وَإِلَّا حد فِي ظهرك فَقَالَ هِلَال وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ إِنِّي لصَادِق ولينزلن الله مَا يبريء ظَهْري من الْحَد فَنزل جِبْرِيل وَأنزل عَلَيْهِ {وَالَّذين يرْمونَ أَزوَاجهم} حَتَّى بلغ {إِن كَانَ من الصَّادِقين} فَانْصَرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأرْسل إِلَيْهِمَا فجَاء هِلَال فَشهد وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الله يعلم أَن أَحَدكُمَا لَكَاذِب فَهَل مِنْكُمَا تائب ثمَّ قَامَت الْمَرْأَة فَشَهِدت فَلَمَّا كَانَت عِنْد الْخَامِسَة وقفوها وَقَالُوا إِنَّهَا مُوجبَة فتلكأت أَي نكصت حَتَّى ظننا أَنَّهَا ترجع ثمَّ قَالَت لَا أفضح قومِي سَائِر الْيَوْم فمضت فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أبصروها فَإِن جَاءَت بِهِ أكحل الْعَينَيْنِ سابغ الأليتين خَدلج السَّاقَيْن فَهُوَ لِشَرِيك بن سَحْمَاء فَجَاءَت بِهِ كَذَلِك

<<  <   >  >>