انتصاف النَّهَار {وَمن بعد صَلَاة الْعشَاء} وَذَلِكَ لِأَنَّهُ وَقت التجرد عَن ثِيَاب الْيَقَظَة وَالْخلْوَة بالأهل والالتحاف بِثِيَاب النّوم {ثَلَاث عورات لكم} أَي أَوْقَات يخْتل فِيهَا السّتْر وَقيل ثَلَاث استئذانات وَالْأول أرجح لحَدِيث عبد الله بن سُوَيْد قَالَ سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن العورات الثَّلَاث فَقَالَ إِذا أَنا وضعت ثِيَابِي بعد الظهيرة لم يلج عَليّ أحد من الخدم من الَّذين لم يبلغُوا الْحلم وَلَا أحد لم يبلغ الْحلم من الاحرار إِلَّا بِإِذن وَإِذا وضعت ثِيَابِي بعد صَلَاة الْعشَاء وَمن قبل صَلَاة الصُّبْح أخرجه ابْن مرْدَوَيْه
وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ إِنَّه لم يُؤمن بهَا أَكثر النَّاس يَعْنِي آيَة الْإِذْن وَإِنِّي لآمر جاريتي هَذِه جَارِيَة قَصِيرَة قَائِمَة على رَأسه أَن تستأذن عَليّ وَعنهُ قَالَ ترك النَّاس ثَلَاث آيَات لم يعملوا بِهن هَذِه الْآيَة وَالْآيَة الَّتِي فِي سُورَة النِّسَاء {وَإِذا حضر الْقِسْمَة} الْآيَة وَالْآيَة الَّتِي فِي الحجرات {إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم} وَعنهُ أَن رجلا سَأَلَهُ عَن الاسْتِئْذَان فِي الثَّلَاث العورات فَقَالَ إِن الله ستير يحب السّتْر وَكَانَ النَّاس لَهُم ستور على أَبْوَابهم وَلَا حجاب فِي بُيُوتهم فَرُبمَا فجأ الرجل خادمه أَو وَلَده أَو يتيمه فِي حجره وَهُوَ على أَهله فَأَمرهمْ أَن يستأذنوا فِي تِلْكَ العورات الَّتِي سَمَّاهَا الله ثمَّ جَاءَ الله بعد بالستور وَبسط عَلَيْهِم الرزق فاتخذوا الستور والحجال فَرَأى النَّاس أَن ذَلِك قد كفاهم من الاسْتِئْذَان الَّذِي أمروا بِهِ
وَعَن ابْن عمر فِي الْآيَة قَالَ هِيَ على الذُّكُور دون الْإِنَاث وَلَا وَجه لهَذَا التَّخْصِيص وَعَن السّلمِيّ قَالَ هِيَ فِي النِّسَاء خَاصَّة وَالرِّجَال يستأذنون على كل حَال فِي اللَّيْل وَالنَّهَار {لَيْسَ عَلَيْكُم وَلَا عَلَيْهِم جنَاح بعدهن} أَي بعد كل وَاحِدَة من هَذِه العورات الثَّلَاث {طَوَّافُونَ عَلَيْكُم} أَي يطوفون وهم خدمكم فَلَا بَأْس أَن يدخلُوا عَلَيْكُم فِي غير هَذِه الْأَوْقَات بِغَيْر إِذن