للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَعَن مَالك بلغه أَن عليا رَضِي الله عَنهُ قَالَ إِن إِلَيْهِمَا الْفرْقَة والاجتماع وَبِه قَالَ الشَّافِعِي وَحَكَاهُ ابْن كثير عَن الْجُمْهُور قَالُوا لِأَن الله تعال قَالَ {فَابْعَثُوا حكما من أَهله وَحكما من أَهلهَا} وَهَذَا نَص من الله سُبْحَانَهُ أَنَّهُمَا قاضيان لَا وكيلان وَلَا شَاهِدَانِ

وَقَالَ أهل الْكُوفَة إِن التَّفْرِيق هُوَ إِلَى الإِمَام أَو الْحَاكِم فِي الْبَلَد لَا إِلَيْهِمَا مَا لم يوكلهما الزَّوْجَانِ أَو يأمرهما الإِمَام وَالْحَاكِم لِأَنَّهُمَا رسولان شَاهِدَانِ فَلَيْسَ إِلَيْهِمَا التَّفْرِيق ويرشد إِلَى هَذَا قَوْله {إِن يريدا} أَي الحكمان {إصلاحا يوفق الله بَينهمَا} لاقتصاره على ذكر الْإِصْلَاح دون التَّفْرِيق وَالْمعْنَى يُوقع الله الألفة والموافقة بَين الزَّوْجَيْنِ حَتَّى يعودا إِلَى الألفة وَحسن المعاشرة وَمعنى الْإِرَادَة خلوص نِيَّتهَا لصلاح الْحَالين بَين الزَّوْجَيْنِ

وَقيل الضَّمِير فِي قَوْله بَينهمَا لِلْحكمَيْنِ أَي يوفق الله بَينهمَا فِي اتِّحَاد كلمتهما وَحُصُول مقصودهما وَقيل كلا الضميرين للزوجين أَي إِن يريدا إصْلَاح مَا بَينهمَا من الشقاق أوقع الله بِهِ بَينهمَا الألفة والوفاق

وَإِذا اخْتلف الحكمان لم ينفذ حكمهمَا وَلَا يلْزم قبُول قَوْلهمَا بِلَا خلاف وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ بعثت أَنا وَمُعَاوِيَة حكمين فَقيل لنا إِن رَأَيْتُمَا أَن تجمعَا جَمعْتُمَا وَإِن رَأَيْتُمَا أَن تفَرقا فَرَّقْتُمَا وَالَّذِي بعثهما عُثْمَان {إِن الله كَانَ عليما خَبِيرا} يعلم كَيفَ يوفق بَين الْمُخْتَلِفين وَيجمع بَين المتفرقين وَفِيه وَعِيد شَدِيد للزوجين والحكمين إِن سلكوا غير طَرِيق الْحق

<<  <   >  >>