إن دراسة الأزمة من الناحية الاجتماعية ضروري لاسيما وأن كثيرا من المراهقين يكبتون عواطفهم الفردية، ولولا ثورتهم ضد التقاليد الاجتماعية وحنقهم على المجتمع لظنَ بأنهم هادئون، رغم الأزمة التي تقض مضاجعهم.
ثورة الشباب
تظهر بعد علائم الثورة في نهاية مرحلة الطفولة وعلى عتبة مرحلة المراهقة.
فترى مظاهر الغضب تطغي على سلوك الولد الهادئ الساكن، يجيب بلهجة تهجمية قاسية على حديثنا مهما كان هادئا، ن وتثور حفيظته بدون سبب، ويتألم لأمر يتلقاه من أستاذه أو أهله، ويظن بأنها أمور لا يمكن تحملها، لا يرضى عن حديث والده المملوء بالحنوّ كي لا يعامل كطفل، بينما هو شاب ذو شخصية وكيان.
ينفرد بنفسه ويلتزم الصمت فيتخيل للراشد بأن المراهق كثير الاحترام بينما هو ساخر حانق على كل ما يتراءى له قوة وضغطا أي حانق على والديه وأساتذته.
ولا ينتبه إلى النصائح إلا بغية التخلص بسرعة ممن ينصحه، ويعكف على نفسه ضاربا بما سمع عرض الحائط.
إن الأشكال التي يظهر بها هذا العصيان هي: ثورة ضد العائلة، والمدرسة، والطقوس الدينية، والحكومة، والبلدة، والتقاليد، وبصورة خاصة ضد الحياة الاجتماعية، هي مقاومة سلبية. وتختلف حسب الأفراد وحسب أعمارهم. نجد إذن عند المراهق هذا الشعور الحانق ضد الضغط والميل نحو الحرية لدرجة المبالغة والسرور في مقاومة الراشد فهم غريبون عن هذا المجتمع الذي لا يعرفونه جيدا وهم ثائرون.
الثورة ضد العائلة
لقد بين العلماء - وكابو - شدة الثورة على العائلة بأمثلة نذكر منها ما يلي:
كتبت فتاة في مذكراتها: إن والدي قاسيان جداً، أشعر بخوف غريزي نحو والدي، وإنني لا أجرا على الاقتراب منه، أما والدتي فهي طيبة غير أنها لا تفهمني، تعاملني كطفلة.
وكتبت أخرى: كنت أشعر في سن / ١٢ إلى ١٥ سنة / بأنه لا يوجد شيء في العالم لا يمكني معرفته، أما محاكمتي فهي أفضل من محاكمة والدتي، كنت ثائرة، وقد تؤدي هذه المشاحنة بين الفتيان أو الفتيات وأهلهن إلى الهرب من الدار. .