وحدها القادرة على بعث الفن وتنمية المواهب فينا. ويجب أن نراعي الطور الدقيق من أطوار حياتنا الذي نجتازه اليوم فليس هو بالشرقي الصرف ولا هو بالغربي فلا أرى أن القطع الشرقية اللدنة ترضي نفوسنا بل هي تملها وتنميها كما لا أرى أن الموسيقا الحديثة الأمريكية التي تمثل الح٠ياة الصاخبة في تلك البيئة بما فيها من معامل ودوي آلات مما يلائم نفوسنا التي تحيا في بيئة مشرقة هادئة، وأعتقد أن خير ما يلائمها في هذا الطور هو القطع الكلاسيكية الغربية وبعض القطع الشرقية الموفقة.
ولأرجع الآن إلى نفس النقطة التي بدأت منها فأتساءل ماذا عملت المدرسة في هذا السبيل؟ وللإجابة على هذا السؤال لا بد من معرفة ما يلي:
١ - ما هو هدف الوزارة المعارف من تدريس الموسيقا في المدارس؟ وما هي المناهج والمواد التي وضعتها لبلوغه - فغاية كل مدرس موسيقا أن يستطيع بلوغ هذا الهدف بإتباع ما توصيه الوزارة به وما تخطه له - وهل هذا الهدف كاف في تربية الذوق الفني لدى التلاميذ؟.
٢ - كيف تدرس الموسيقا فعلاً في المدارس؟ وهل يؤدي وجود ساعات لدراسة الموسيقا في جدول الميقات الأسبوعي إلى تحقيق غاية المعارف أولاً وإلى تحقيق التربية الفنية التي نريدها ثانياً.
وبعد الكلام عن هاتين النقطتين أقدم من الاقتراحات ما أراه صالحاً لبعث الروح الفنية وتقويتها.
هدف الوزارة المعارف ومناهجها
لم يتناول المربي الكبير الأستاذ ساطع الحصري في تقاريره نقد الحالة التي تدرس فيها الفنون الجميلة في المدارس الرسمية. ولم تنل قسطها من الإصلاح في البرنامج الجديد، فبقيت كما هي في البرنامج القديم وهذا البرنامج لم يذكر في المقدمة الغاية التي من أجلها تدرس الموسيقا في المدرسة بل قال: الموسيقا بما فيها من نواح مختلفة يجب أن ترافق الطفل من صفوف الحضانة وحدائق الأطفال حتى نهاية حياته المدرسية وهي كلغة من اللغات يجب أن يبدأ بها كما يبدأ بالتهجي بطرق جذابة تتضمن قسطا وافراً من التربية الحديثة يلقنها معلم اختصاصي بهذا الفن ولكن عدم وجود نص على الهدف في البرنامج لا