يعني أن هذا الدرس لا هدف له. ويمكننا من قراءة البرنامج أن ندرك أنه يهدف إلى تربية الذوق الفني الموسيقي عند التلاميذ وإن لم ينص على ذلك صراحة وهو يبغي تحقيق هدفه بوسيلتين:
آ) أولاهما تهذيب أذن الطالب وصوته وحنجرته وهذا يتضح في برنامج صف الحضانة إذ نص على أن الطلاب يتلقون أناشيد بسيطة التلحين مصحوبة بإشارات تقليدية تلقن بالسماع، وفي برنامج الصف الأول: سماع الأغاني والأناشيد والقطع الموسيقية بالأسطوانات، وفي برنامج الصف الثاني ففيه: تهذيب الصوت والأذن وتدريب الحنجرة على لفظ الأصوات السبعة في ارتفاعها وهبوطها تدريجيا ويقتصر على العلامات المستديرة فقط.
ب) وثانيتهما تعليم الطالب نظريات الموسيقا تعليما نظريا بحيث ينتهي الطالب من دراسته الابتدائية وهو يعرف القراءة الموسيقية الموزونة بالمقاييس وقراءة الأناشيد والألحان. . . وإيضاح بعض المصطلحات ونبذة من تاريخ الموسيقا وفكرة بسيطة عن النغمتين البالغة والقاصرة الخ. . . وبالاختصار ينتهي الطالب من دراسته الابتدائية وعنده ثقافة موسيقية كافية، ولكن الناحية النظرية مع الأسف هي الغالبة فيها. والمفروض أن الأستاذ سيعلمه كل هذه الدروس مستعيناً بالآلات الموسيقية وحمل التلاميذ على محاكاتها بأصواتهم وبحفظها في صورتها الجافة العلمية عن ظهر قلب، ولكن يظهر بوضوح من تلاوة البرنامج كله أن دور الطالب حين تعلمه نظريات الموسيقا هو دور سلبي ينفر التلميذ من الموسيقا أكثر مما يحببه بها وهو لن يجبها إلا إذا مارسها بصورة عملية واستطاعت يده أن تعرف ما يتلقاه نظريا ويتم له الانسجام والتجاوب النفسي والحسي بين أنامله وأذنه وحنجرته ومعلوماته الموسيقية النظرية. فالناحية العلمية الإيجابية التي لها القيمة العظمى في تطوين الذوق الفني لدى الطفل هي مفقودة ولكني أقول حتى لا أغمط البرنامج حقه أنه طلب من المعلم في الصف الخامس أن يعلم طلابه أناشيد مع مرافقة الآلات الهوائية (كالفيفرة) وهي جملة غامضة قد يفهم منها أن الطلاب أنفسهم يجب أن يرافقوا بهذه الآلات الأناشيد فبعضهم ينشد وبعضهم ينفخ، ويكون البرنامج في هذه الحالة قد أوصى بالناحية العملية أيضاً ويكون حقاً كاملاً أو قريباً من الكامل، وقد يفهم منا أن الأستاذ هو الذي يرافق بآلته التلاميذ وهم