للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينشدون وأرجح أن واضع البرنامج يريد هذا المعنى الأخير.

فالذي يلاحظ على البرنامج هو إهماله الناحية العملية وإسرافه في الناحية النظرية إسرافاً يجعل من الصعب جداً على التلميذ حفظ مواده من دون أن يشعر بلذة مداعبة الأوتار في تطبيقها وأنه لم يراع أن الطالب لابد أن تتبخر هذه المعلومات النظرية من ذاكرته فينساها سريعاً، وإذا فرضنا المستحيل وزعمنا أنه استطاع حفظها وفهمها فلا يكون لنا من تحقيق هدفنا إلا الأسف على وقته وجهده الضائعين. وكل ما يستفيد الطالب هو تربية إذنه بسماع الأغاني والأناشيد والقطع الموسيقية، وتربية صوته بحفظ بعض الأناشيد.

٢ - كيف تدرس الموسيقا في المدارس الرسمية؟

أرى أن أجعل الكلام على هذه النقطة وفق مراحل التعليم الموسيقا في المدارس الرسمية فأذكر حالة الموسيقا في الحضانة وفي المدارس الابتدائية وفي المدارس الثانوية، فليس الأمر واحد في ثلاثتهن ففي الحضانة يطبق البرنامج فيما اعتقد تطبيقاً صحيحاً فالطفل فيها يتعلم كما يقول البرنامج أناشيد بسيطة التلحين مصحوبة بإشارات تقليدية تلقن بالسماع وأظن أن الوسائل كافية لتعليم الطفل هذا البرنامج ولكن النقص هنا يأتي من قلة مدارس الحضانة نفسها فهي ليست موجودة في كل حي وليست معممة في كل سورية وعدد هذه المدارس الذي لا يتجاوز في سورية عدد أصابع اليد لا يعني أنه عندنا مدارس حضانة تهدف، فيما تهدف إليه، إلى تربية الذوق الفني لدى الطفل فأغلب أطفالنا متروكون حتى نهاية السنة السادسة من أعمارهم إلى أمهاتهم الجاهلات وهم غي هذا العهد أحوج ما يكونون إلى مدارس الحضانة التي تتعهد ملكاتهم وقواهم وأذواقهم بالتربية الصحيحة وتجنبهم اكتساب عادات سيئة. وواجب معلمات الحضانة أن يتصلن بأمهات الأطفال الجاهلات في دورهن وإلقاء محاضرات عليهن تعلمهن الخطة المثلى التي يجب عليهن إتباعها مع أطفالهن كيلا يحصل تضارب بين البيت والمدرسة فيضيع ذاك ما تكسبه هذه ومنها هذه الناحية الموسيقية الفنية.

أما في المدارس الابتدائية فيلاحظ مايلي:

١ - لا وجود لمعلم الموسيقا المختص الذي يطلبه البرنامج لتلقين الطلاب دروسها، ونظام التعليم الابتدائي يجعل للصف الواحد معلماً واحداً ويطلب من المعلم تعليم الموسيقا في جملة

<<  <  ج: ص:  >  >>