ما يتعلم وأكثر المعلمين يجهلون الموسيقا جهلاً تاماً أو يلمون فيها من الناحية النظرية إلماماً بسيطاً. أما الذين يتقنونها نظرياً ويحسنون العزف على إحدى الآلات فقليل ما هم فلا ينتظر من المعلم والحالة ما ترى أن يؤدي واجبه على وجه مرضي وهو مضطر في الغالب أما إلى أن يضرب صفحاً عن درس الموسيقا وأن يشغل ساعته بدروس أخرى وإما أن يستعين بأحد معلمي المدرسة الأخرى، وكثيراً ما يلجأ المعلم إلى أن يترك طلابه يتعلمون بعض الأناشيد بسماع من إخوانهم في الصباح حين الاصطفاف والدخول إلى الدرس الأول بل كثيراً ما يكون المعلم نفسه عاجزاً عن أن يغني أنشودة ما بأمانة ودقة لعجزه الفني بينما هو يطالب تلاميذه بإجادة حفظها.
ولست مبالغاً فيا أقول فأنا نفسي أكذب على نفسي وعلى الناس إذا ادعيت الآن أنني كنت أعلم الموسيقا لتلاميذي في صورة مرضية حينما كنت معلماً في المدرسة الابتدائية رغم أنني درست الموسيقا بصورة نظرية في المدارس الابتدائية وفي التجهيز وفي دار المعلمين الابتدائية ولكني لم أكسب من هذه الدراسة إلا الفشل والنسيان وهذا ما أكسبه كل زملائي أيضاً إلا إذا حاول بعضهم أن لا يقول الحق وكنت ألحظ أن جل المعلمين كانوا مثلي عاجزين عن تعليم الموسيقا. وأما المعلمون القادرون على تعليمها والذين أوتو نعمة العزف على آلة موسيقية فهم يحببون الموسيقا إلى طلابهم ولا شك ولكن هذا التحبيب لا يتعدى أن يقبل الطالب البلب=با على حفظ دروسهم النظرية ثم ينسوها سريعاً بعد أن يتركوا المدرسة وإنما يحبون الفائدة الكبرى من تهذيب أذانهم وأصواتهم. فإذا كان هؤلاء المعلمون قلة استطعنا أن نقول أن تعليم الموسيقا لا يؤدى في المدارس التربوية ولن يؤدها إلا إذا تعلم التلميذ الموسيقا في صورة فن لا في صورة علم وكانت تحت تصرفه في المدرسة آلة موسيقية.
٢ - إن المدرسة الناجحة في العزف ولدى المراجع الرسمية هي المدرسة التي ينجح طلابها في فحص الشهادة الابتدائية بأكثر نسبة لا المدرسة التي تحسن تطبيق قواعد التربية الحديثة وتعني بتنمية ملكات الطلاب ولهذا ترى معلمي المدرسة عامة ومعلم الصف الخامس الابتدائي خاصة يعنون بالدروس التي تدخل في فحص الشهادة الابتدائية فقط ويلغون في الغالب غيرها ومنها الموسيقا فيعطون ساعاتها لتلك الدروس العلمية ولا يمكن