أسلفنا، مما حدا ببعض المصلحين والمفكرين إلى ابتداع طرق شتى ومذاهب مختلفة وقوانين وأنظمة لا تعد ولا تحصى لإيصال البشرية إلى ما تصبوا إليه من الهدوء والسكينة وحال الاستقرار، وقد ذهب ذلك كله أدراج الرياح ولم يأت بالنتيجة المنتظرة، وفي اعتقادي إن الأسباب الجوهرية لهذا الفشل المريع هو عدم العناية بالضرورات والتبعات الجديدة التي ألقيت على التعليم وعدم توجيهه التوجيه الإنساني الصحيح وعدم السعي وراء إنشاء علم العلاقات البشرية وتدريب جميع الشعوب بلا تفريق على العيش معاً في عالم واحد بأمان عن طريق إصلاح التعليم ووضع أسس وقواعد إنسانية جديدة له تلتئم مع روح العصر الحديث والتطورات الجديدة وتلقينها للأطفال منذ سن الحداثة والسهر على تنفيذها بكل أمانة وإخلاص والانتظار مدة كافية من الزمن ريثما يتعلم الجيل الجديد مبادئه الجديدة وهي أصول علم العلاقات البشرية ومن ثم يشرع بوضع الأسس اللازمة لتأسيس جمعية عالمية واحدة وعالم واحد، وتوحيد هذا العالم وجعله أسرة واحدة كبرى تعيش كما تعيش الأسرة الواحدة في دارها المشتركة لا فارق بين إنسان وإنسان إلا بالمقدرة على العمل الذي خلق له والذي تؤهله مواهبه للاضطلاع به ضمن نطاق أنظمة وقوانين تؤمن مصلحة الجميع لا يتسرب إليها الخلل ولا تعتورها الفوضى ولا تدع مجالاً لنفس ما للطمع والتطلع إلى ما في أيدي نظيراتها من النفوس التي من حقها أن تنال حاجتها مما تحتاج إليه من ضروريات الحياة بصورة عادلة لا توجب تذمراً ولا عدم رضاء ولا خوفاً من عدم الحصول على ماهية بحاجة إليه من مقومات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها. يتبع