تصويراً لسلسلة من التجارب الإنسانية لا تقتصر نتائجها على البلد الذي تقع فيه بل تتجاوب بها البلاد القريبة والبعيدة، وانه أداة لتكوين المواطن الصالح. وعل هذا تجب العناية في تدريس التاريخ بمعرفة التاريخ القومي الخاص والتاريخ العام معا.
إن البرنامج السوري الجديد قد راعى هذه الناحية كل المراعاة فجعل تدريس تاريخ الأمة العربية مقروناً بتدريس الحوادث الهامة من تاريخ الدول العام. وقد جاء في التوجيهات العامة لمنهاج التاريخ في المدارس الثانوية السورية ما يشير إلى ذلك فهو ينص مثلا:
. . . إن تدريس التاريخ في المدارس الثانوية يستهدف من حيث الأساس إكساب الطلاب فكرة واضحة عن ماضي البشرية وعن نظام توطيدها. . .
. . . إن تاريخ الأمة العربية يجب أن يشغل المكانة الأولى بين جميع مباحث التاريخ التي تدرس في المدارس الثانوية كما إن تاريخ العصر الحاضر وماضي أهم الدول المعاصرة يجب أن يكون موضع عناية خاصة في هذه التدريسات. . .
. . . إن فهم امة من الأمم ودولة من الدول فهما جيداً وتصور أحوال عصر من العصور وحضارة من الحضارات تصوراً واضحاً مما لا يمكن أن يتم إلا عن طريق المقارنة والقياس: مقارنة الماضي ومقارنة أمة بأمة ودولة بدولة وحضارة، بحضارة. . .
٢_أشارت اللجنة إلى ضرورة ترتيب التاريخ العربي ترتيباً معقولاً قائماً على أساس الأحداث الخطيرة الفاضلة لا على مجرد تغير الأسر الحاكمة أو تبدل الملوك، فهي تقول:
(وتدرس التاريخ العربي في معظمه حتى الآن قائم على أنه مرحلة مستقلة أختص بها جزء معين من الأرض، ومجموعة خاصة من الشعوب، كما أنه مقسم تقسيما يراعي فيه أسر معينة، كالأمويين والعباسيين على حين يمكن المؤرخ إن يقول أنه لم يحدث في الدولة العربية حدث خطير فاصل بقيام الأمويين أو العباسيين مثلاً، بل أن الحدث الفاصل في التاريخ العربي الأول هو الانتقال من دور النبوة إلى دور الخلافة، ثم انتقال السلطان من العرب إلى الأعاجم).
وهي ملاحظة قيمة دون ريب وإنما يبدو لي أن تاريخ العرب والإسلام منقسم بطبيعته إلى أدوار هامة متميز بعضها عن بعض وهو التقسيم الشائع المألوف. فمما لاشك فيه أن الإسلام هو الحادث الجليل في حياة العرب ولذلك يجب أن يفرق تاريخ العرب قبل الإسلام