عن تاريخ العرب بعده، ثم أن تاريخ العرب في عهد الخلافة الراشدة يتميز بجلاء عن عصر النبي بحدوث الفتوحات الكبرى وتأسيس الإمبراطورية العربية وظهور الأحزاب والاختلاف السياسية بين العرب أنفسهم. والعصر الأموي جدير بالإفراد أيضاً لانتقال مركز إلى بلاد الشام وتأثر الخلفاء والإفراد والجماعات والنظم البيزنطية ونشأة الملكية الوراثية وشيوع حياة الترف والنعيم، عدا ما كان للأمويين من سياسة قومية عربية أدَّت إلى جهرة الصراع الذي كان مستسراً بين العرب والموالي. وكذلك الأمر في العهد العباسي فهو عصر له خصائصه وصفاته سياسياً واجتماعياً وعقلياً: من ازدهار حركة الترجمة والتأليف وفوز الأعاجم بالسلطان وظهور الفرق والبدع والمذاهب الجديدة وانقسام الإمبراطورية العربية وانفصال بعض أجزائها، ومن غزوات الصليبيين وغارات التتر والمغول. . . الخ. . وهكذا فإن التقسيم المعروف لتاريخ العرب ينطوي على حقائق جوهرية لا لبس فيها فتاريخ العرب القديم يصح أن يسمى (عصر النظام القبلي) وعصر النبوة هو دون شك عصر (يقظة العرب) ووحدة قلوبهم وسيوفهم بينما عهد الأمويين هو (عصر الملكة الوراثية وتوطيد الإمبراطورية العربية) وحكم العباسيين يمتاز (بنماذج الثقافات وسيطرة الأعاجم وتفكك الدولة).
٢_وجاء في تقرير اللجنة أيضاً:
ثم أن تدريس التاريخ العربي في المدارس الابتدائية يتبع الترتيب الزمني، ويعنى بالإحداث السياسية وتعاقب الخلفاء والملوك والدول المختلفة على حين يبدو إن العناية بإبطال التاريخ العربي وعظمائها من ملوك وقادة ومصلحين أجدي على المتعلم في المرحلة الابتدائية وانفع في تعريفه بتراثه وماضيه. أن المنهاج السوري للمدارس الابتدائية قد أخذ بهذه الملاحظة:
فهو أولا يضع التاريخ العربي في المقام الأول وقد نصت توجيهاته العامة على ما يلي:
إن الغرض الأصلي من تدريس التاريخ في المدارس الابتدائية هو تعليم تاريخ الوطن العربي وماضي الأمة العربية، والغاية القصوى من ذلك تقوية الشعور الوطني والقومي في نفوس الطلاب. . .
وهو ثانياً ينص على العناية بتاريخ الأبطال والنابهين من العرب خاصة: فسير مشاهير