العرب القدامى والمحدثين يؤلف في المنهاج السوري مادة صف كامل تقريباً هو الصف الثالث. وقد ذكر في التوجيهات الخاصة بهذا الصف: يقتصر تدريس التاريخ في هذا الصف على ما يلذ للتلاميذ سماعه في هذه السن من مآثر العظماء وسير النابهين وقصص الأبطال ووصف المعارك وغرائب الرحلات الخ. . . والقصد من ذلك تربية التلاميذ على تقديس الأمجاد القومية وتحليتهم بالأخلاق الفاضلة والصفات النبيلة، وإنما خيالهم وإذكاء عاطفتهم وتقوية إرادتهم وتهيئة أذهانهم للدراسة التاريخية المنظمة.
أما تدريس التاريخ العربي في الصفوف الأخيرة من المدارس الابتدائية على شكل قصص الأبطال والعظماء فيبدو لي انه كان لا يكتسب التلميذ فكرة التطور الزمني ولا يهيئه لدراسة التاريخ المنظم في المرحلة الثانوية، واعتقد انه من الممكن في هذه الصفوف المحافظة على تسلسل الأعصر والدول والاكتفاء ضمنها بذكر الدول ذات الشأن والشخصيات ذات الأثر والأحداث ذات الخطر، وهذا ما جنح إليه المنهاج السوري.
واعتقد أيضاً أنه من الضروري عند ذكر الأبطال ومآثرهم الإشارة إلى الجهود جمهرة الشعب وتضحياته وميزاته، فقد ثبت إن الأفراد وحدهم مهما سمت مواهبهم وقويت عزائمهم لا يمكن أن يقدر لهم النجاح إذا لم يجدوا بيئة مواتية مطاوعة وأمة متهيئة مستعدة.
٤_وتختم اللجنة تقريرها بما يلي:
وصفوة القول: إن الحد الأدنى الذي يجب توافره للمواطن العربي من التاريخ في مرحلة التعليم الابتدائي والثانوي هو تعريف المتعلم ماضي بلده على انه بيئة لها مقوماتها المهمة ثم على أنه جزء من بيئته أوسع وهي العالم العربي الذي كان له آثار بينة في تنمية الحضارة الإنسانية والمدنية العامة، ثم على انه جزء من العالم الإنساني بأجمعه.
وأعتقد أن هذه الخلاصة تحتاج إلى بيان أوفى من ناحيتين:
آ_هل يقتصر في المدارس الابتدائية على التاريخ العربي فحسب أم يدرس فيها أيضاً بعض أبحاث ذات طابع خاص من تاريخ الدول العام؟
ب_هل يدرس تاريخ الأقوام القديمة التي ظهرت على مسح الوطن العربي الحالي من غير العرب أم يكتفي بالأمة العربية وحدها؟.