س_٤_هل ترون في درس التاريخ العربي سواء أكان خاصاً بقطر واحد أم عاماً أن يبدأ بالعصر الحديث أو القديم؟.
ج_إن البداءة بالعصر الحديث ضرورية في الصفوف الأولى من المدارس الابتدائية وخاصة في سير الأبطال، فالانتقال من القريب إلى البعيد يسهل فهم التاريخ على الأحداث، وهم اقرب اتصالاً بالحوادث الأخيرة لما يسمعونه من شيوخ بلدتهم أو ما يقضيه عليهم آباؤهم وأقاربهم ولما يشاهدونه في بيئتهم من آثار باقية،
أما في الصفوف الأخيرة من المدارس الابتدائية فالأولى تتبع التسلسل الطبيعي للزمن والتطور الواقعي للحوادث بعد أن تهيأت أذهان التلاميذ لذلك.
س_٥_في مرحلة الدراسة الثانوية، هل ترون أن يكون محور دراسة التاريخ العربي الملوك والعظماء والأحداث التاريخية أم النواحي الاجتماعية وما مقدار العناية بكل منها؟
ج:_يجيب المنهاج السوري على ذلك إجابة وافية فقد ورد في توجيهاته العامة: إن المعرفة التاريخ تعنى الإحاطة بمجموعة من الحقائق والوقائع، وتثبيت هذه الحقائق والوقائع يتطلب ذكر سلسلة من الأسماء والتواريخ، فيجب على مدرس التاريخ أن ينتخب الوقائع والحقائق المذكورة من التي تكون ابرز صفات الدور وأهم عوامل التطور وعليه أن يكتفي من الأسماء والتواريخ بما هو ضروري لتصور تلك الحقائق وتثبيتها في الأذهان.
يميل الكثيرون على اعتبار الحروب والفتوحات بمثابة (المحور الأساسي) في التاريخ وهو خطأ يجب تجنبه، إن الأحوال الاجتماعية والعمرانية والثقافية والمدنية يجب أن تكون وموضع عناية خاصة في التدريسات، وأما الحروب والفتوحات فالعناية بها يجب أن تكون متناسبة مع تأثيرها في نشوء الأمة وتطور الحضارة وانتشار الثقافة.
وعلى هذا فائدة مطلقاً من سرد تواريخ الملوك في كل أسرة والإحاطة بجميع الحوادث حقيرها وجليلها، وحشو أدمغة الطلاب بأسماء وأرقام لا جدوى منها، بل يجدر اختيار ماله نتائج ملموسة في تطور التاريخ وماله أثر ظاهر في تنمية مدارك الطلاب وتقويم سلوكهم.