أهمية. ورغم عن المدرسة بالنظر للمراهق هي المأوى البغيض فإنهم لا بد واجدون فيها، على اختلاف الطلاب، واختلاف طباعهم، نفسا رضية يأنسون إليها ويسمونها بالنفس الشقيقة.
يجب أن لا يظن بأن الأزمة كلها ألم واضطراب، إذ هناك أويقات عذبة يشعر فيها المراهق بسرور شديد لأنه غريب عن العالم، يغلق عينيه لترفرف أجنحة أحلامه في سماء الخيال.
والخلاصة إن للمحيط تأثيراً في انبثاق الثورة، سيما إذا بالغ الراشد في ضغطه وزادت شقة الخلاف بينه وبين المراهق. هذا وإن العصيان يفترض وجود شخص يقاوم، في سن معين من حياته، العالم الخارجي ويفرض نفسه، لذا يجب أن ندرس الشخص ذاته، ليتسنى لنا التعمق في دراسة الأزمة لأننا حتى الآن تكلمنا فقط عن المظهر الخارجي وسننتقل إلى المظهر الداخلي.
فرض النفس_الغرابة
قلنا بأن الصفة الأساسية للحياة النفسية للمراهق هي شغفه بكل ما هو غريب، والانفراد بمزايا تفرقه عن باقي الناس، ينفر من كل تافه ويرغب في الشذوذ. يقول را يندرانات تاغور: بأنه كان يشعر، حينما كان مراهقاً، بميل عجيب إلى القيام بكل ما هو غريب، حتى أنه تعمد ألا ينام ليالٍ كاملة، قاصدا بذلك السلوك خلافاً للمعتاد.
يقول مراهق في مذكراته: الغرابة هي الجديد. يجب لن يكون الإنسان مخالفاً دائماً لما كان ولما هو كائن. يزعجني كل ما هو قديم. أهزأ غالباً بالحقيقة الموجودة في فكر ما، وكل ما يهمني منها هو غير المنتظر أي المفاجئ. أشعر في نفسي بشيء من الغرابة، أحب اللهو وحينما ألاحظ بأنني السبب في استغراب الناس أسر ضمنا.
تظهر الغرابة في انتقاء اللباس وكيفية ارتدائه، وفي الأوضاع التي يأخذها المراهق، وفي اللغة وفي الكتابة وأخيراً في تفكيره وعواطفه. تظهر الغرابة في كثير من هذه الأمور أو في جميعها وما تحليها على هذا الشكل إلا لتسهيل البحث.
اللباس: يرى المراهق أنه من الضروري مخالفة رفاقه، فيرتدي ألبسة ينفرد باقتنائها وتصبح لديه بغيضة إذا ارتداها غيره فيخلعها ويفتش عن ثانية. أما الفتيات فأنهن ميالات إلى تغيير الألوان والتفتيش عن الغريب منها. ولقد دلت أجوبة المراهقين على بعض أسئلة