بأن حب الغرابة في الألبسة يكون غالباً حوالي سن ال١٤ إلى ال ١٦ سنة.
يُلاحظ بان حب الظهور بواسطة الألبسة يضمحل ويتلاشى تماماً من سن ال ١٧ سنة ويحل محله حب ما هو عائد للشخص ولحياته الخاصة: العواطف، العقائد، والفكر. فيحتقر الطالب ضيق تفكيره السابق ويقذف بكل ما هو ظاهري وخارجي عن النفس، ويسعى لفرض شخصه بواسطة المعارف والمحاكمة وكثيراً ما يرتدي بعضهم ألبسة بسيطة لا تجلب النظر. يقول طالب بسن ١٩ سنة: اكره الألبسة والأوضاع الخارجية التي من شأنها أن تعرضني للأنظار.
الأوضاع: يقوم المراهق بما هو غريب منها، يدفعه على ذلك عاملان: أولهما الرغبة في إدهاش الناس والثاني الحصول على لذة وطمأنينة بقطع النظر عن المحيط. يصفر أحدهم بأصابعه، ويقوم آخر بحركات رياضية غريبة أو صعبة بالنسبة لرفاقه، ويغني البعض الآخر بشكل خاص. وهناك من ينفرد في أمكنة منعزلة للتدخين، أو يترك المدرسة لنزهة ليلية في بستان أو حديقة الخ. . .
اللغة والكتابة: لا يقل حب الغريب من الكلام أهمية عنه في الأوضاع، إذ يحتاج إلى خيال واسع. يحفظ الفتيان أمثلة ويستعملونها في مناسبة كأجوبة مقتضبة. يتلاعبون بالألفاظ أي يستهدفون من الكلمة معنىً ظاهراً وآخر مجازياً. يخترعون بعض الرموز للتفاهم بها كتابيا. أليست كل هذه المحاولات هي مخالفة للمعتاد وهي فرض النفس بالقيام بأمور تميزهم عن باقي الناس؟ يلاحظ تغير ظاهر في الكتابة عند الطلاب بسن ١٣_١٥ سنة فيتركون الكتابة المعوجة التي تشاهد عند الأطفال لينتقلوا إلى كتابة شخصية، فيها طابع الفرد. وتظهر الغرابة أيضاً في شكل التواقيع. يجاوب الكثير منهم عن سبب اختيارهم هذا الشكل دون غيره: بأنهم يحبون أن يتفردوا بما لا يعرفه أحد، ويبتدعون دون أن يفرض عليهم شي:
التفكير والعواطف: أما الناحية الفكرية والعاطفية فإنها لا تقل عن غيرها بطابعها الغريب، إذ يعمد المراهقون إلى التفكير بأمور لم يعالجها غيرهم، ويأخذ لهذا التفكير اتجاهين: المحاكمة المنظمة، والأحلام. يتمركز انتباههم نحو مسألة يحاولون حلها. ويقومون بمناقشات حول المبادئ، باستنتاجات تقودهم في بعض الأحيان إلى قبول ما هو غير