بالرغم من غلاء الأقساط المدرسية في هذه الأيام، ما زالت بعض العائلات تفضل وضع أولادها في الأقسام الداخلية من رياض الأطفال.
وهي خطة سيئة النتائج، وخيمة العواقب، ذلك أن علماء التربية والتهذيب في أميركا التي تفخر بان فيها أكبر عدد من المدارس الداخلية للأطفال، قد لا حظوا أن وضع الطفل في أمثال هذه المدارس، أو بين أيدي المربيات وأن كان يريح الأمهات إلى حد ما. . . إلا أنه يضعف عاطفة الأمومة في نفس الأم كما يضعف عاطفة البنوة في نفس الطفل، ومن شأنه أن يشجع الوالدين على الاستهتار بالمسؤولية الملقاة عليهما كآباء وأمهات، ويضعف من نفوذهم على أبنائهم، ويخلق في البيت جوا غير طبيعي أو يساعد على قيام عائلات مفككة لا تفاهم بين أفرادها.
فالطفل إذا غادر مدرسته، أو تخلت عنه مربيته، شعر وهو بين أبيه وأمه أنه غريب عنهما، ونشأ فضلا عن ذلك جاف الطبع، جامد العاطفة. ذلك لأن الإنسان مدين في الغالب بأكثر ما يعتمل في ذات نفسه من العواطف الكريمة، والمشاعر النبيلة، ورقة الحساسية، إلى عطف الأم التي تدلله، أو تحدب عليه، فإذا حرم هذا العطف، تقطعت بينه وبين الإنسانية بمعناها الصحيح، كل أصره، وكل صلة، وأصبح غريبان عن كثير من المشاعر والعواطف النبيلة.
العمل إلى جانب العلم
كثيرون من الطلاب عندنا ينشأون نشأة علمية محضة، لا تتيح لهم الاشتغال في الأعمال الحرة فيما إذا تعذر عليهم الحصول على وظيفة من وظائف الدولة، على
خلاف الحال في أميركا، فقد قرأت بحثاً عن التعليم الأميركي كله غرائب وطرائف لا أدري ماذا أذكر وماذا أدع منها، فكل نقطة فيه، تبين لنا لماذا بلغ الشعب الأميركي ما بلغ من القوة والحضارة والتفوق في الإنتاج والصناعة.
اجتزئ للقارئ نقطة واحدة، وهي أن ٧٠ في المئة من طلبة الجامعات الأميركية وطالباتها يكسبون جميع مصروفاتهم أو جزء كبير من مصروفاتهم بعرق جبينهم وسواعدهم في أوقات الفراغ.
يقول كاتب هذا البحث إن عدد الطلاب والطالبات الجامعيين في أمريكا. يبلغ مليونا