مختلف مراحل التاريخ ويلح في تبيان وحدتهم الجنسية والفكرية والأخلاقية ويبين أثر وحدة الكلمة والهدف والمثل الأعلى وروح التضحية والشعور بالأخوة، وتفتح الذهن والإقبال على العلم والعزوف عن الجمود والتواكل في رفعة شأن العرب قديماً، ويقف طويلاً عند ذكر أسباب انحطاط العرب من انقسام وجمود وإفساح المجال لتدخل الأجانب الخ. . .
وقد جاء في التوجيهات العامة للمنهج السوري ما يلي:
إن دروس تاريخ الأمة العربية يجب أن تستهدف - قبل كل شيء - إظهار الدور العظيم الذي قام به أجدادنا العظام في تقدم الحضارة وتطورها، وتصوير الحضارات الكبيرة التي نشأت على مسرح وطننا الأكبر خلال الأدوار التاريخية المختلفة، وذلك لاستثارة همم الجيل القادم للعمل في سبيل النهوض بكل أمل واندفاع.
لا شك في أن ماضي الأمة العربية لم يخل من شوائب ونواقص، وتاريخها الطويل لم يسلم من عوارض التقهقر والانحطاط. فلا يسوغ للمدرس أن يتناسى تلك الشوائب ويهمل تلك العوارض مكتفياً بذكر الأمجاد غير أنه يترتب عليه - عندما يذكر تلك الشوائب ويشرح عصور الانحطاط - أن يبين للطلاب أن ذلك شأن جميع الأمم وجميع الحضارات في بعض الأدوار من التاريخ، وأن حياة أعظم الأمم المعروفة، وتاريخ أرقى الحضارات المشهورة كانت مشوبة بأمثال تلك النواقص وأنها لم تسلم من أمثال ذلك التقهقر والانحطاط. . .
س - ١١ - يرى بعض المفكرين أن يدرس تاريخ الأمم على طريقة لا تثير العداوة بين الناس فكيف يراعى هذا في تدريس التاريخ العربي وكيف يعنى حين دراسته ببيان ما فيه من تسامح وأخوة عالمية؟.
ج - يجد مدرسو التاريخ أن يتعرضوا دائما لمعاملة العرب السمحة لسكان البلاد المفتوحة ويتوسعوا في ذلك مستعينين بالوثائق التاريخية المثبتة كعهود الخلفاء إلى القواد وشروط تسليم المدن الخ. . . مع مقارنة ذلك بما فعلته الشعوب في غاراتها وفتوحاتها كالصليبيين مثلاً.
والعرب اليوم أحوج ما يكون لنبذ النعرات الطائفية، فلا مبرر في تدريس التاريخ العربي