لقد أصبح الحصول على عيش الكفاف أو دون الكفاف من أشق الأعمال التي يقوم بها ملايين المخلوقات على وجه البسيطة، وبصورة مختصرة فقد أصبحت الحياة جحيماً لا يطاق يريد الخلاص منه كل من أوتي ذرة من العقل والتفكير الصحيح لما يخالج ضميره من الخوف والفزع من نفسه وأسرته. . . لذلك فقد اتضح أن العلاج الصحيح الوحيد لهذا المرض العضال المزمن هو جمع مؤتمر ثقافي عالمي وغير رسمي (إن أمكن) من الذين يتحسسون بهذه الإحساسات ويشعرون بهذا الشعور لوضع مناهج تعليم جديدة مبنية على قواعد ونظريات إنسانية جديدة تماشي تطورات الحياة الحالية خالية من الطمع والجشع والأثرة وتحكم القوة.
وقد لفتت هذه القضايا الحيوية الهامة نظر جامعة الأمم المتحدة، فألفت مؤتمراً ثقافياً اجتمع في باريس مدة ثلاثة أسابيع واختتم جلساته مؤخراً بعد أن قرر عدة مقررات هامة بخصوص الثقافة العامة للدلالة على أهمية هذا الموضوع الحيوي الذي يشغل بال العالم وقد علق رئيس الوفد الأميركي في المؤتمر على أهداف المنظمة بقوله: غرض هذه المنظمة هو المساعدة على نشر السلام على الأرض وحسن النية بين الناس وكلاهما ينبثق من تفاهم صحيح بين كل إنسان وغيره وقد وفق هذا المؤتمر الدولي إلى نجاح لم يتفق لغيره بعد نهاية الحرب.
أما المشاريع التي وافقت المنظمة على مباشرة تطبيقها عام ١٩٤٧ فهي:
١ - مكافحة الأمية في جميع بلاد العالم وإيجاد مستويات للتعليم في كل مكان.
٢ - ستدرس المنظمة الأمور التي تؤدي إلى الحرب، كالقلق والبغض بين الطبقات والعناصر والملل وتسعى لنشر عوامل السلم بين الناس بواسطة التفاهم.
٣ - ستبذل جهودها لإزالة الحواجز التي تمنع تدفق المعلومات إلى مكان ما، وتتعاون مع لجنة التحقيق الإنسانية في جامعة الأمم لنشر الأخبار الصحيحة المطبوعة والكتب والمجلات وإصدار الأفلام السينمائية وإذاعة مناهج الراديو المفيدة.
٤ - وستبحث المنظمة مع جامعة الأمم إمكان إيجاد شبكة راديو عالمية تحت إدارة دولية توصل إلى كل إنسان كاف المعلومات الصحيحة من الحوادث والتاريخ والموسيقا وغير