٥ - ستجمع عدداً كبيراً من علماء العالم ليدرسوا مشكلات الطعام والمرض ومقدرة كل منطقة على الإنتاج.
يتضح لنا من هذا المؤتمر أنه خطوة واسعة تخطوها جامعة الأمم إذا قدر له النجاح ولم يفشل فشلاً ذريعاً كغيره من المؤتمرات، وهذا ما يجعلنا نعتقد اعتقاداً جازماً أن روح التربية يجب أن تتغير ويستبدل بها إيجاد علم العلاقات البشرية الحديث الذي يجب أن يكون فاتحة عصر جديد في تاريخ البشرية يمهد السبيل للوصول إلى مبدأ العالمية الذي دعا إليه المفكرون والمصلحون منذ القديم والذي يمكن تحقيقه في القرن العشرين كما تنبأ البعض.
هذا وربما يعترض البعض بأن هذه الأفكار ما هي إلا من قبيل الخيال الذي يحلم به بعض المفكرين، وأنه ليس بالإمكان أبدع مما كان، وإن السلم العام كان خيالاً وحلماً في الماضي وسيظل خيالاً وحلماً في المستقبل ما لم يتغير الطبع البشري. وإن أنظمة التعليم والمدنية الحالية هي أسمى ما وصل أو ما يمكن أن يصل إليه العقل ولا يمكن تغييرها واستبدال ما هو أحسن منها بها، رغم ما هي عليه من النقص وما تحتاجه من الإصلاح لعجزها حتى الآن - رغم مرور آلاف السنين عليها - عن تأمين حاجة الإنسان وراحته وطمأنينته على حياته وحياة أولاده وأسرته وذراريه، وجوابنا لهذا المعترض أن مقابلة بسيطة بين ما كانت عليه البشرية منذ قديم الأجيال ومنذ كان الإنسان يعيش في الكهوف والمغاور، ومنذ كان يهيم على وجهه في مجاهل الغابات والأحراج، وبين ما وصلت إليه في عصرنا الحاضر من التقدم والرقي وصلاح العوامل وتوفر الأسباب في يومنا هذا خلافاً للماضي (رغم عدم بلوغها درجة الكمال)، إن هذه المقابلة البسيطة تظهر لنا إمكان التطور المنشود الذي يمكن أن نحصل عليه وتصل إليه البشرية فيما لو أدخلت التعاليم الإنسانية الحديثة على أنظمة التعليم الاقتصادية، وإن التسليم بعكس ذلك معناه تنزل العقل البشري عن عرشه ورجوعه إلى حالته الطبيعية الأولى وإنكار التطور المحسوس الذي لا ينكره إلا من أعمى الله بصره وبصيرته.
وإلا إذا بقيت البشرية راكبة رأسها، متشعبة بروح التعليم الحالي المملوء بحب الذات