متر مربع، وهي ذخيرة لا شك قيمة في حد ذاتها ولكنها ليست هائلة أمام تأثير قوى الأرض الهدامة.
وقد قدر العلماء أن ما تأتي به المياه الجارية من المواد التي تقتلعها من الأرض هي ١٠ كيلو مترات مكعبة و٤٣ كل سنة، فلو كانت الأرض كما ذكرنا سطحاً مرتفعاً منسجماً علوه ٧٠٠ متراً عن سطح البحر لفقد هذا السطح كل سنة، من جراء المياه الجارية فقط طبقة أرضية تقدر بسبعة سنتمترات الميلمية، وبكلمة أخرى ميليمتراً واحداً كل ١٤ سنة أو ست ميليمترات كل قرن. وهذا وحده كاف ليرينا مفعول الائتكال البري الحالي، وفي استطاعته هدم جميع الكتل الأرضية البارزة في مدة لا تتجاوز ١٠ ملايين سنة.
ليست الأمطار ومجاري المياه قائمة وحدها في هدم الكرة الأرضية بل إن هناك عوامل أخرى تشترك معهما في دمار الأرض المتدرج. أولها الائتكال البحري. وخير مثال على ذلك هو ائتكال السواحل البريطانية المعرضة إلى تحطيم أمواج الأطلنطيق التي تدفعها الرياح من الجنوب الغربي. وقد قدر الإنكليز أن أراضيهم تتراجع ثلاثة أمتار كل قرن. وإذا لاحظنا ما تقوم به البحار من الائتكال على جميع الكرة الأرضية وأضفناه إلى ما تقوم به المياه الجوية والأنهار كانت إبادة العالم الأرضي واقعة في مدة لا تتعدى ٨ ملايين من الأعوام.
ليس الماء عاملاً ميكانيكياً فحسب فإنما هو من الوسائط المحللة أو المذيبة ومفعوله أعظم بكثير مما يعتقده كل إنسان وذلك على أثر النسبة الهائلة التي تحتوي عليها المياه من حمض الفحم سواء استحصلت عليه من الجو أم عثرت عليه في تفتيتها مواد الأرض العضوية، تدور هذه المياه عبر جميع الأراضي وتكتسب منها تلك المواد التي تقتلعها من الأرض عند احتكاكها احتكاكاً كيماوياً مع معادن الأحجار الأرضية وتحتوي مياه الأنهر ما يقارب على ١٨٢ طن من المواد المحلولة في كل كيلومتر مكعب، وتجلب جميع الأنهر كل سنة إلى البحر ما يقدر بخمس كيلومترات مكعبة من المواد المحلولة. وعلى هذا لا يكون دمار الأرض في ٨ ملايين سنة وإنما في أقل من ٦ ملايين سنة.
ولا يجب أن يغرب عن بالنا أن هذه الرسوبات التي تأتي بها المياه إلى البحر تحتل مكان كميات معلومة من المياه يضطر إلى أثرها مستوى البحر أو المحيط إلى الارتفاع